يوشكُ تصنيفُ المغرب في التقارير الدوليَّة أنْ يضحِي مقرونًا بالقلق، فبعدَ صدور مؤشراتٍ عن الديمقراطيَّة وحريَّة الصحافة، على نحوٍ ارتابت الحكومة فِي دقته وحياده، جاءَ حلول المغربِ فِي المرتبة الحاديَة والتسعين، ضمنَ مؤشر التقدم الاجتماعِي، ليظهرَ تأخرًا للمملكة، قياسًا بكثير من دول المنطقة. تبوء المغرب المركز الحادِي والتسعين على مؤشر التقدم الاجتماعي، كانَ فِي تقريرٍ أعدتهُ "سوشال بروكريسْ إيمبيراتيفْ" الأمريكيَّة، وهي مؤسسة غير ربحيَّة، شملتْ بدارستها 132 بلدًا، حول العالم، ومنحتْ المملكة تنقيطًا بلغَ 58.01. المغربُ الذِي جاء ثالثًا على المستوى المغاربِي؛ خلفَ تونس، التي حلت في المرتبة ال70 ، والجزائر في المركز الخامس والسبعين، اختلفَ تنقيطهُ بين المعايير المعتمدة، فإنْ كانت حاجيَّات الأفراد الأساسيَّة مؤمنَّة فيه بنسبة 71.86، فإنَّ المؤسسات التِي تؤمنُ راحتهم غير متاحةسوى ب62.57 في المائة، فيما لا تتخطَّى الفرص 39.60 بالمائة، أمَّا التغذية والرعاية الصحيَّة فحاز فيها 87.74 في المائة، في حين حصل في الماء والتطهير الصحِي 56.56 في المائة. تنقيط المغرب، وفق المعايير المذكورة، يظهرُ تقدمًا فِي جوانب وتأخرًا فِي أخرى، ففي مقابل تحقيق نقاطٍ إيجابيَّة في الرعاية الصحيَّة والتغذيَة، ووصل البيوت بالكهرباء، ووفيات الأفراد جراء إصابتهم بأمراضٍ غير معديَة، يبرزُ الضعف المغربِي على مستوَى معدلَات الأميَّة بين الكبار والتكافؤ في الفرص، بين الجنسين وحريَّة الاعتقاد. المؤسسة الأمريكيَّة تعتمدُ في تصنيفها، على قياس مدى تأمين الدول حاجيات مواطنيها الأساسية، توفر البنى التحتية والطاقات القادرة على تحسين الأفراد. كما تشملُ الوضع الصحي لمواطني الدولة، وأمانهم الشخصي، فضلًا عن الولوج إلى المعلومة، والتعليم، وخدمات الصرف الصحي، وحصة الفرد من الناتج الداخلِي الخام. وعلى صعيد الدول العربيَّة، حلَّت دولة الإمارات العربيَّة المتحدَة، فِي المرتبة الأولَى (37 عالميًّا)؛ متبوعةً بالكويت التِي جاءتْ فِي المركز الأربعين عربيًّا، ثمَّ السعوديَّة، فِي المرتبة الخامسة والستين عالميًّا، وحسب التصنيف الأمريكي، فإنَّ لبنان وصر، أحسن حالًا في مؤشر التقدم الاجتماعي، بحلولهما، على التوالِي، في المرتبتين ال83 وال84. أمَّا دوليًّا، فكانت نيوزيلنده أفضل بلدٍ في العالم، يمكن أنْ يحصل فيه الفرد على حاجياته الأساسيَّة، تليهِ سويسرا، ثمَّ ايسلندا في مقامٍ ثالث، متبوعةً بهولندا التِي جاءتْ رابعةً، متقدمةً على النرويج والسويد وكندا. على النطاقِ ذاته، جاءت فرنسا في المرتبة العشرين، متبوعةً بإسبانيا، والبرتغال، أمَّا ذيلُ الترتيب، فكان من نصيب التشاد، كما العادة، خلفَ جمهوريَّة إفريقيا الوسطى، فِي حين كانَ اليمن أسوأ الدول العربيَّة تصنيفًا، وقدْ حلَّ في المرتبة المائة والخمسة والعشرين.