شهدت قرية إكنيون بإقليم تنغير، أخيرا، مهرجانا خطابيا يحتفي بالذكرى ال81 لمعركة بوكافر التي شهدتها جبال صاغرو في فبراير ومارس من سنة 1933. وأشاد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمة مُطوّلة عن معركة بوكافر ب"بطولات المغاربة في هذه المحطة التاريخية الخالدة" ، مشددا على أنه "من الواجب الذاكرة أن تستقي العبر والدروس من هذه الحدث التاريخي ونقلها للأجيال القادمة، حتى يعتزوا بدفاع أسلافهم عن وطنهم ودينهم ". الكثيري الذي استشهد كثيرا بمقولات وكتابات الضباط والجنرالات الفرنسيين عن هذه المعركة وبسالة المغاربة فيها، لم يفته أن يؤكد أن مقاومي صاغرو " تمكنوا من صد العدو الأجنبي وأعطوا مثالا في نكران الذات والتضحية في سبيل إعلاء راية الإسلام والوطن والعرش". وإن كان هؤلاء المقاومبن الذي شاركوا في معركة بوكافر قبل 81 سنة لا وجود لهم في قائمة المقاومين المغاربة، فإن المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير طلب من الجمهور الذي حضر إلى مركز إكنيون أن " يُصفقُوا بحرارة للمقاوم البطل عسو وباسلام". ولم يفت ذات المتحدث في كلمته أن يربط تكريم مقاومي معركة بوكافر بما سمّاه " الظرفية التي يمر منها البلد، وما تستلزمه من تجند لمواجهة خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالصحراء المغربية ". شهيد : المندوبية لا توزع سوى الخطابات الرنانة وفي معرض رده على كلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تساءل سعيد شهيد المستشار الجماعي بجماعة إكنيون القروية " ماذا قدّم الكثيري ومندوبته لمقاومي بوكافر سوى الخطابات الرنانة التي نسمعها منه كل سنة. وقد مضت 81 سنة عن هذه الملحمة ولم نَرَ ولو بَصمة لمندوبية المقاومة في مشروع تنموي بالمنطقة." ذات المتحدث يضيف في حديث لهسبريس أنه " لولا مبادرات الجمعيات والمجلس الإقليمي لرأيتم الناس يحملون أمتعتهم على ظهور الدواب كالعصور الغابرة، رغم أنه مرارا وتكرارا تقدمنا بملتمسات وطلبات للحكومة ومختلف الجهات المعنية لتصنيف معركة بوكافر والمشاركين فيها في لائحة المقاومين دون جدوى " يؤكد سعيد شهيد. إكيس: سنرفع دعوى قضائية ضد الجيش الفرنسي أما محمد إكيس رئيس المجلس الجماعي لإكنيون إقليم تنغير وأحد أعضاء جمعية إحياء ذاكرة بوكافر فقد أكد عزمه على " رفع دعوى قضائية ضد الجيش الفرنسي لأنه ارتكب جرائم إبادة بحق سكان المنطقة في سبت من شهر مارس 1933". أكيس الذي يرأس المجلس القروي لإكنيون قال "إن فرنسا لم تحترم المواثيق الدولية والطرق المسموح بها في الحرب، لذلك فإن التنسيق يجري لرفع هذه الدعوى في چنيف". في ختام الاحتفال بذكرى معركة بوكافر تم توزيع شواهد تقديرية وهدايا على مجموعة من المقاومين الذين شاركوا في هذه المعركة وما يزالون على قيد الحياة، شواهد تقديرية وجوائز رمزية اعترافا بما قدموه دفاعا عن هذه البلاد قبل 81 سنة.