أحيت ساكنة الجماعة الترابية اكنيون، بإقليم تنغير، الذكرى ال 85 لمعركة بوكافر، التي خاضت غمارها قبائل أيت عطا ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1933؛ وهي المعركة التي شكلت محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. وبهذه المناسبة التاريخية نظم مهرجان خطابي بساحة الجماعة الترابية لاكنيون، ترأسه مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وحضره كل من الكاتب العالم لعمالة تنغير، ورئيس المجلس العلمي المحلي، وممثل الحامية العسكرية بالرشيدية، وممثلي الساكنة بمجلسي النواب والمستشارين، وعدد من رؤساء المجالس الجماعية والمصالح الخارجية، إلى جانب حشد كبير من السكان المحليين، ضمنهم عدد من قدماء المقاومين بمنطقة صاغرو. وأبرز مصطفى الكثيري، في الكلمة التي ألقاها في المهرجان الخطابي المذكور، المكانة المتميزة لهذه المعركة في الدفاع عن حوزة التراب الوطني، وصد قوات الاستعمار الفرنسي عن التوغل في عمق التراب المغربي في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، "إذ لجأ مجاهدو قبائل آيت عطا الأشاوس إلى الاحتماء بجبل صاغرو للرد على هجمات جيوش الاحتلال التي لقنت درسا غير مسبوق في الصمود والمقاومة". وسجل المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أيضا ما تحفل به هذه المعركة البطولية، التي قادها عسو باسلام، "من دلالات عميقة في مجال الدفاع عن حوزة الوطن، وصيانة المقدسات التي آمن بها الشعب المغربي عبر التاريخ، والمتمثلة أساسا في التشبث بالحرية والكرامة والاستقلال، مهما كلف الأمر من أشكال التضحية"، مشيرا إلى أن "إحياء هذه المناسبة الوطنية الوضاءة فرصة للتذكير بما يحفل به التاريخ المغربي من أمجاد وبطولات من شأنها أن تلهم فئات الشباب المغربي، والأجيال القادمة، معاني وقيم التضحية الكفيلة بالمساعدة على بناء مغرب قوي يتطلع إلى مستقبل زاهر". من جهته قال لحسن بوعدين، رئيس المجلس العلمي المحلي لتنغير، في كلمة له، إن الاحتفال بهذه الذكرى السنوية يأتي في إطار تذكير الأجيال الحالية والقادمة بعظيم صنيع آبائهم، في هذه الملحمة البطولية، وما قدموه من تضحيات جسام، حبا في وطنهم، موضحا أن هذه العوامل بلورت الجهاد بهذه الربوع من المملكة، والذي قاده أبناء الوطن الأبرار وزعماء الحركة الوطنية. وشدد المسؤول ذاته على أن "حكمة الملك محمد السادس، ووحدة المغاربة وتضامنهم، وإجماع كل القوى السياسية ومختلف فعاليات المجتمع المدني، كلها عناصر قوة، جعلت المغرب يكسب الرهان في القضية الوطنية الأولى الصحراء المغربية"، مردفا: "علينا نحن المغاربة أن نستحضر تلك العناصر لمجابهة مختلف التحديات". كلمة الجماعة الترابية لإكنيون، التي ألقاها سعيد شهيد، نوهت بمجهودات السلطات الإقليمية بتنغير، التي تبذلها من أجل الرقي بهذه الجماعة القروية في شتى المجالات، مشددا على أن السلطات الإقليمية أخذت بعين الاعتبار العجز المادي للجماعة وضعف مداخلها وشساعة مساحتها لإنجاز بعض المشاريع التنموية بالمنطقة، وبتنسيق مع مجموعة من الشركاء، وضمنهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما التمس المتحدث من المندوب السامي، والسلطات الإقليمية، التسريع في إنجاز الطريق الإقليمية رقم 1504، الرابطة بين بومالن دادس والنيف عبر اكنيون، مرورا بعدة دواوير مجموع ساكنتها يتجاوز 10 آلاف نسمة، لفك العزلة عنهم، مطالبا أيضا المندوب السامي بتنوير الرأي العام المحلي بمآل الملتمسات التي تضمنتها كلمات المجتمع المدني خلال المناسبتين السالفتين 83 و84 لمعركة بوكافر، والتي تهدف إلى التدخل لدى وزارة الماء والبيئة آنذاك من أجل إنجاز مشروع التطهير السائل بمركز اكنيون، ومشروع بناء ساحة الحفلات وتهيئة مركز اكنيون عن طريق وزارة الداخلية. وخلال هذا الحفل الخطابي أكد سعيد امعسو، فاعل جمعوي بإكنيون، أن ذكرى معركة بوكافر أصبحت مناسبة سنوية تتم فيها إعادة الخطاب نفسه والأسطوانة المعتادة، مشيرا إلى أن الساكنة المحلية وأبناء المقاومة عموما ينتظرون إنصافهم من خلال تنزيل مشاريع تنموية كبيرة، تساهم فيها المندوبية السامية لقدماء المقاومين بنصيب أكبر. الفاعل الجمعوي ذاته أوضح في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الساكنة المحلية لم تعد ترغب في سماع خطاب سنوي، أكثر مما ترغب في رؤية مشاريع تنموية واقتصادية تنجز على أرض الواقع، وليس على الأوراق، مشددا على أن منطقة صاغرو، وباعتبارها منطقة شهدت معركة قوية بين المجاهدين والمستعمرين، من حقها أن تستفيد من بناء متحف كبير وبمواصفات عالية، بالإضافة إلى مشاريع نسائية وشبابية، تنتشل أبناء المقاومة من واقعهم الحالي، وفق تعبيره. وبالمناسبة ذاتها، تم توزيع شواهد تقديرية لعدد من قدماء المقاومين والفاعلين الجمعويين العاملين بمجموعة من الميادين، بالإضافة إلى تلاميذ المؤسسات التعليمية المتفوقين، من أجل تشجيعهم على مواصلة مسارهم الدراسي. وفي المساء نظم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لقاء تواصليا مع الساكنة بمقر عمالة تنغير.