خلد سكان إقليم تنغير، ومعهم الشعب المغربي، اليوم الثلاثاء، الذكرى 82 لمعركة بوغافر الخالدة التي واجه فيها مجاهدو قبائل آيت عطا القوات الاستعمارية، والتي شكلت إحدى المحطات التاريخية الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. ونظم، بهذه المناسبة التاريخية الخالدة، مهرجان خطابي بالجماعة القروية لإكنيون (دائرة بومالن دادس Ü إقليم تنغير) ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، وحضره، بالخصوص، عامل إقليم تنغير عبد الرزاق المنصوري، والمنتخبون، وممثلو المجتمع المدني المحلي، إلى جانب ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. واستهل تخليد هذه الذكرى الوطنية بمراسيم تحية العلم الوطني، التي أعقبها الوقوف أمام المعلمة التذكارية المخلدة لذكرى معركة بوغافر، والترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وفي مقدمتهم جلالتا المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، والدعاء الصالح بأن يحفظ الله العلي القدير صاحب الجلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وسجل السيد الكثيري، في كلمة ألقاها بالمناسبة، الأبعاد والدلالات التاريخية الكبيرة التي شكلتها هذه المعركة الشهيرة في سجل الكفاح الوطني من أجل صيانة المقدسات والدفاع عن حوزة التراب الوطني، وذلك حين تصدى أبناء قبائل آيت عطا الأشاوس في شهر فبراير 1933 للغطرسة الاستعمارية، لتحول بذلك دون تمكن القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة الحديثة من بسط نفوذها على مناطق الجنوب الشرقي للمملكة. وأبرز المندوب السامي قوة الإيمان لدى مقاومي قبائل آيت عطا بقدسية الدفاع عن حوزة التراب الوطني، وتمسكهم بالقيم الوطنية ووحدة الصف تحت قيادة المجاهد عسو بسلام، ما جعل قوات الاحتلال الفرنسي تضطر إلى مراجعة حساباتها إزاء خططها الاستعمارية. وأكد السيد الكثيري أن إحياء هذه المناسبة الوطنية الخالدة، كما هو الشأن بالنسبة لباقي الذكريات الوطنية المجيدة? يهدف إلى تجديد أواصر الصلة القوية بين الأجيال الحالية مع الأمجاد التاريخية الخالدة التي أبان من خلالها الأجداد عن أسمى معاني التضحية من أجل أن يعيش المغرب في كنف الحرية والاستقلال. ودعا المندوب السامي فئات الشباب المغربي إلى الاقتداء بسيرة وعطاءات الآباء والأجداد، واستلهام مضامينها وقيمها الخالدة للمشاركة في تعزيز مكتسبات الأمة وصيانة الوحدة الترابية? ومواجهة تحديات التنمية الشاملة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وعلى هامش هذا المهرجان الخطابي، تم تقديم عدد من المشاريع التنموية لفائدة الجماعة القروية لإكنيون، والتي تشمل تزويد العديد من القرى والتجمعات السكنية بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى تقديم مشروع بناء فضاء الطفل والمرأة بدوار إمقبي، وتدشين توسيع دار الطالبة بمركز قيادة إكنيون. وعقد المندوب السامي للمقاومين وأعضاء جيش التحرير، بهذه المناسبة، لقاء تواصليا مع أسرة المقاومة بإقليم تنغير، تم خلاله تكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم، فضلا عن توزيع إعانات مادية على المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوقهم.