"واخا يديرو الإضراب ديال الخبز، المغاربة ماغاديش يموتوا بالجوع"..ذلك مقتطف قصير من حوار ساخن دار بين ركاب سيارة أجرة من النوع الكبير، كانت تقطع المسافة بين الرباطوسلا، حيث كان الحديث بينهم ذا شجون حول قرار توقف أرباب المخابز عن إنتاج الخبز في الأسواق المغربية يومي الأربعاء والخميس. راكب أعزب لم يعجبه المنحى الذي ذهب إليه حوار ركاب "التاكسي" في الاستهانة بتداعيات الإحجام عن تزويد الأسواق بالخبز خلال اليومين المقبلين، فلفت انتباههم إلى "المغاربة قد لا يموتون بالجوع إذا مُنع عنهم الخبز يومين، لأن الأمهات والزوجات لديهن البديل، لكن ما حال عامل أعزب مثلي" يتساءل الشاب ذو العشرين عاما. ويبدو أن قرار الجامعة المغربية لأرباب المخابز والحلويات الدخول في إضراب عام يومي الأربعاء والخميس، والتوقف عن إنتاج الخبز، لم يزعج نساء كثيرات، منهن السيدة طامو لكونها اعتادت على "العجين" وطهي الخبز في الفرن التقليدي كل يوم، باعتبار صحتها التي تتطلب البعد عن خبز السوق" وفق تعبيرها. طامو، التي لم تكن تعلم من قبل بخبر الإضراب عن إنتاج الخبز، قالت لهسبريس إن هذا الإضراب قد يكون فرصة لتعود النساء إلى "خبز الدار"، والأرغفة والمخامر والملاوي"، عوض الاكتفاء بخبز السوق الذي لا بركة فيه ولا صحة"، على حد تعبير هذا الأم لسبعة بنات. "الأكيد أن المغاربة لن يصيبهم الجوع والقحط إذا ما لم يتم تزويد السوق بالخبز ليومي الأربعاء والخميس" يقول بدر القاطي، وهو مستخدم أعزب يعمل بالرباط بعيدا عن والديه في دمنات، قبل أن يردف بأن "المشكلة سيتجرعها أكثر العزاب، ومن ليس لديه زوجة أو أم تعمد إلى عجن الدقيق لتهيئ الخبز". وتساءل الشاب، في تصريح لهسبريس، كيف له أن يفعل يومي الأربعاء والخميس، وهو الذي يعتمد كثيرا على خبز السوق في وجباته الثلاثة، بالنظر إلى عدم توفر الوقت ولا الدراية بأن يقوم بعجن الخبز بنفسه"، وهو المشكل الذي قللت منه طامو بالقول إن "هناك نساء يُحضرن خبز الدار ويبعنه في السوق، فأين مشكلة العزاب هنا" تقول السيدة. وبدوره، أعرب محمد باشيقي، بائع للوجبات الخفيفة "بوكاديوس" في أحد أحياء سلا، عن تخوفه من تداعيات الإضراب عن الخبز يومي الأربعاء والخميس على مردودية مهنته، باعتبار أنه يعتمد بشكل كبير على خبز السوق في تحضير "بوكاديوس" لزبنائه"، قبل أن يهمهم قائلا "ولكن اللي عندو باب وحدة الله يسدها عليه". وفيما أكدت الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات بالمغرب على أن "الإضراب العام سيكون ناجحا، لأن الجامعة لديها امتداد قوي على الصعيد الوطني"، ألقت باللائمة على الحكومة لأنها "لم تف بوعودها وتعاقداتها مع الخبازين المغاربة، ما يعني أن الحكومة تتصرف بتجاهل ولا مبالاة إزاء مطالبهم المشروعة" يقول الحسين أزاز رئيس جامعة أرباب المخابز. وكانت جامعة أرباب المخابز قد أكدت في بلاغ سابق لها أن "قرار الإضراب عن إنتاج الخبز يومي الأربعاء والخميس يأتي ردا على مجموعة من الاعتبارات، منها "عدم تنفيذ وتفعيل وتنزيل البرنامج التعاقدي مع الحكومة، وعدم جدية الحكومة الحالية في تعميم محاربة المتطفلين عن القطاع، وفي إدماج وتحسين وضعية القطاع البلدي".