اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حركة حماس بإجراء مفاوضات سرية مع إسرائيل عبر وسيط أمريكي، في وقت يقول فيه مراقبون إن الأمل في تحقيق السلام بالمنطقة آخذ في التضاؤل. "" وقال عباس في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن هناك مفاوضات سرية تجري بين حماس وإسرائيل عبر وسيط أمريكي في جنيف على أساس حل الدولة ذات الحدود المؤقتة." وكان عباس أعلن غير مرة رفضه لأي مبادرات ترمي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، معتبراً أن السلام "مازال الخيار الإستراتيجي" للفلسطينيين. والأسبوع الماضي، قال الزعيم الفلسطيني في خطاب بمناسبة إحياء ذكرى عرفات، إنه "لا يمكن أن نذهب إلى مفاوضات دون مرجعية، وهي القرارات الأممية، أي العودة إلى حدود الرابع من يونيو عام 1967." ويرى مراقبون أن لا حلول تطرح حتى الآن لمعضلة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل إن الأمور تزداد تعقيدا، بعد أن أعلنت تل أبيب بناء وحدات سكنية في منطقة متنازع عليها في القدسالشرقية، في خطوة بادرت واشنطن سريعاً لإدانتها، ووصفتها السلطة الفلسطينية بأنها تدمير لفرص استئناف عملية السلام. وأعرب الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، عن استياء الإدارة الأمريكية واستغرابها لقرار إسرائيل بناء المئات من الوحدات السكنية في القدسالشرقية، كما ندد بإقدام إسرائيل على إجلاء فلسطينيين من منازلهم في شرقي المدينة وهدم هذه المنازل. وجاء الانتقاد الأمريكي رداً على قرار إسرائيل بناء 900 منزل لمستوطنين يهود على أراض في الضفة الغربية احتلتها عام 1967 وضمتها إلى بلدية القدس. ومن جانبه، قال رئيس دائرة المفاوضات بالسلطة الوطنية الفلسطينية صائب عريقات، الذي انتقد بشدة إقامة وحدات سكنية جديدة في مستوطنة "غيلو"، إن هذه الخطوة تدل على أنه لا معنى لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وفق ذات المصدر.