من الآن المواقع الإلكترونية تكتب بالحروف العربية "" بات بإمكان العرب اليوم أن يستخدموا النطاق الخاص بالمواقع الالكترونية باللغة العربية، بدلا من استعمال الحروف اللاتينية. ومعلوم أن هذا الجديد في عالم الشبكة العنكبوتية يعد الأهم خلال السنوات المنصرمة. فلم تعد الحروف عائقا أمام مستعملي اللغات الأخرى. وتجدر الإشارة أنه تم العمل بهذا النظام الجديد اعتبارا من 16 نوفمبر الجاري، في وفت اعتبر أوسع عملية تغيير تشهدها الشبكة العنكبوتية "منذ اختراعها قبل 40 عامًا". وقد تم الإعلان عن ذلك بعد أسابيع من موافقة المجلس العالمي المنظم للإنترنت المعروف اختصارًا باسم "آيكان" ICANN على السماح بإنشاء عناوين على الشبكة الدولية للمعلومات بحروف غير اللاتينية، ستكون أولها بالعربية والصينية، وهي خطوة من شأنها أن تغير عالم الفضاء السيبروني. وأقر مجلس المؤسسة هذا التغيير، في اجتماعه في مدينة سيول الكورية الجنوبية، بعدما أقر بروتوكول أسماء النطاقات الدولية IDNs. وبدأت الدول العربية تسارع إلى تقديم طلبات لإنشاء نطاق انترنت مكتوب باللغة العربية، وتعد دولة مصر العربية من الدول العربية الأوائل المتحمسة لهذه الخدمة نصرة للغة العربية، وفي هذا السياق قال وزير الاتصالات المصري طارق كامل: إن اسم النطاق الجديد الذي ستتخذه مصر هو "مصر" (نقطة مصر)، مؤكدا بأن بالفعل فإن العمل بالنطاق الجديد قد بدأ العمل به منذ منتصف ليلة الاثنين الماضي حسب التوقيت العالمي (توقيت غرينتش) وأضاف كامل بأن تسجيل النطاق "سيمنح سبلاً جديدة للابتكار والاستثمار والنمو، وبالتالي نستطيع حقًا وأقول بكل سرور... الإنترنت الآن سيتكلم العربية". وفي السياق ذاته قال "وائل غنيم"، مدير التسويق والمنتجات في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة غوغل: "هناك أكثر من 40 مليون مستخدم للإنترنت في الدول العربية .. وهذا الرقم يتوقع أن يرتفع في الفترة المقبلة، ما يعني أن اللغة العربية ستكون إحدى اللغات المهمة للشركات، ومنها غوغل". غير أن عددا من مهندسي الإعلاميات لم يخفوا صعوبات تقنية كبيرة حين التطبيق. وقالت مؤسسة العناوين والأسماء المعتمدة للإنترنت "آيكان" ICANN "إن تغييرات بهذا المستوى التقني المعقد، ستمثل "أكبر تغيير" في النظام الذي يحكم الإنترنت منذ اختراعها". وكانت هذه الهيئة قد أقرت خطط التغيير اللغوي في يونيو 2008، إلا أن التجارب عليها أخذت وقتا طويلا كما يقول دنجيت ثرش، رئيس اللجنة المسؤولة عن التغيير، وستطبق التغييرات على نظام أسماء المواقع في الانترنت. وتعد هذه المبادرة جزء من حملة أوسع لتوسيع نطاق الوصول والمحتوى على حد سواء في الدول النامية، حيث إن شبكة الإنترنت لا تزال بعيدة المنال بالنسبة إلى مساحات واسعة من السكان. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مستخدمي الانترنت، الذين يقدر عددهم بحوالي مليار ونصف المليار شخص، يتحدثون لغات لا تكتب بحروف لاتينية، ويقول المراقبون إن القرار سيعد التغيير الأكبر في الانترنت منذ اختراعه قبل 40 عامًا. [email protected] mailto:[email protected]