لم يلُكْ السفير المغرب الدائم لدى الأممالمتحدةبجنيف، عمر هلال، كلماته عندما تصدى غير ما مرة لادعاءات نظيره الجزائري في مجلس حقوق الإنسان، والتي طالت وضعية حقوق الإنسان بالصحراء، حيث انتقل سريعا من موقع المدافع إلى مركز المهاجم الذي باغت بقوة زميله من الجارة الشرقية. هلال، البالغ من العمر 63 عاما، لم يلجأ إلى لغة الخشب المعهودة في خطابات أغلب الدبلوماسيين، حيث شكل حائط صد قوي ضد تهجمات السفير الجزائري إزاء قضية الوحدة الترابية للبلاد، ما جعل هذا الأخير يفقد توازنه ليتهم هلال أمام الملإ بأنه "مريض تم تغذيته بحليب كره الجزائر". السفير المغربي، الذي سبق له أن اشتغل في الجزائر في ذروة الخلاف السياسي بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الهواري بومدين، يبدو واثقا من نفسه، ومتمكنا من مهامه الدبلوماسية، مستعينا في ذلك بإلمامه الكبير لوسائل "البروباغندا" السياسية الجزائرية التي ترمي إلى نسف أي حل لنزاع الصحراء المفتعل. هلال الذي يضطلع بمهمة ليست باليسيرة، وتتمثل في القيام بالتسويق الحقوقي للبلاد، والتفطن لخطط خصوم الوحدة الترابية للمملكة، استطاع بفضل حضور بديهته وبحثه الدائم عن روح التوافق أن يقود المفاوضات باسم القارة الإفريقية مع منظمة التجارة العالمية في مؤتمر بالي بأندونيسيا سنة2013. دبلوماسي محنك وذكي يحسب له المسؤولون الجزائريون ألف حساب خاصة في أروقة مجلس حقوق الإنسان في جنيف السويسرية، لا يمكن إلا أن يرتقي مصعد هسبريس هذا الأسبوع سريعا لينزل ضيفا في خانة "الطالعين".