بغض النظر عن كوني متفق أو غير متفق مع الأستاذ مصطفى الرميد القيادي في حزب العدالة والتنمية في مجموعة من أفكاره وفلسفته في العمل السياسي، فإني تابعتُ بكامل اليقظة برنامج "حوار" على شاشة القناة الأولى لمقدمه مصطفى العلوي في حلقة الثلاثاء 10 نونبر 2009 التي استضافت القيادي المذكور. "" كان واضحا منذ البداية أن مقدم البرنامج لا يضبط ما يقول في حق الضيق، لأنه فقد أعصابه وعجل بمحاولة الإيقاع بمحاوره... مما أعطى لهذا الأخير فرصة الظهور في موقع الرصين الأقوى، وهو يرد بشكل مقنع وحازم عن وابل من الأسئلة المطروحة... أسئلة أعطته فرصة تقديم البيانات التي يرغب في إيصالها إلى المشاهد... وكان بالفعل قد أعد العدة لذلك وأحضر الوثائق المطلوبة إلى الأستوديو كأنه يعلم ما سيؤول إليه الحوار... نعم، فقد سهلوا عليه المأمورية سواء مقدم البرنامج أو الصحفيون الضيوف... وكل ما أتوا به من الحجج كان منقولا عن الصحف اليومية التي يطالعها قياديو هذا الحزب... وكثير من كلام الصحف هذه لا يرقى إلى أن يُطرح في مثل هذه البرامج التي يشاهدها الملايين، لأنها مقالات نابعة في معظمها عن صراعات سياسية محلية... تلعب فيها الأقلام المأجورة دور أرنب السباق... ومازاد من دهشتي هو أن مقدم البرنامج بدأت عيناه تجحظان وتبدوعليه علامات التوتر بشكل متزايد مع مرور الوقت، كأن هدفه من الحوار هو هزم ضيفه وإبراز عورة حزبه... في المقابل استعرض مصطفى الرميد عضلاته على المجموعة واستثنى من ذلك الأستاذ الجامعي الذي اختار لنفسه موقع الباحث المنطقي لينجو من ورطة ما سقط فيه الآخرون... الآخرون الذين ظهروا شاردين فتاهوا في مناطق الغرب يبحثون عن قرائن لإسقاط الرميد، فأحدهم زار القصر الكبير فلم يجد فيها إلا القمامة، وآخر تحدث عن منتخب من العدالة والتنمية كسر باب ملعب... ولو طالت مدة البرنامج لذكر أحدهم أن عضوا من هذا الحزب قد طلق زوجته في الجنوب وآخر قد خاصم جاره في الشمال... في الأخير أشفقت بالغ الإشفاق عن هؤلاء الصحفيين وعن الصحف التي تعتمدهم وتنشر لهم، وتأكد لي أن مثل هذه البرامج ستسقط الصحافة والصحفيين من أعين المواطنين... صحفيون قدموا على طبق من ذهب لمحاورهم فرصة الظهور بمظهر القوي، حتى سجل نقطا ثمينة وبلغ خطابات حزبه بكل قوة للمشاهدين... نعم فقد رافع الرميد مرافعة متميزة وأوقع بمحاوريه هزيمة قاسية،...فقد ارادوا المكر به فلحق بهم مكرهم...