أصبحت السياحة المحافظة تغزو عدد من دول العالم الإسلامي، ومعلوم أن النساء المحجبات والراغبات في الاستحمام يطالبن بإلحاح من حقهم في الاستحمام بالمايوه الإسلامي، وأن عددا من الأسر المحافظة مافتئت كذلك تنادي بتخصيص شواطئ للنساء وأخرى للرجال. "" وتجدر الإشارة أنه خلال التسعينيات أقدمت زمرة من الأفراد المحافظين على ترسيم مساحة على شاطئ البحر وخصصته للنساء، ثم خططت على مساحة أخرى حدودا وجعلتها خاصة بالرجال، لكن ذلك أثار حفيظة السلطات المحلية المغربية تدخل بقوة لمنع ذلك. وعلى العكس من ذلك تعاملت الجارة الجزائر مع الأمر بنوع من المرونة، فلم تجد غضاضة في أن تصبح بعض الشواطئ خاصة بالنساء، حتى أن البعض منها سمي ب "بحر النساء" وأصبحت محظورة على الرجال مع مرور الوقت. كما خصصت أخرى خاصة بالرجال بعيدا عن النساء، أشهرها شاطئ "الفار" الذي يقصده شباب متدين من ولايات الجزائر. وتسود قناعة اليوم في أوساط المجتمع المغربي، أنه من الحق النساء أن يستحمن في الشواطئ بمظهر محتشم ومن دون الاختلاط بالرجال. ولذلك يحبذ العديد من المغاربة "إقامة شواطئ خاصة بالنساء لوقايتهن من شر السلوكيات والتعليقات المسيئة لهن". إن تزايد الراغبين في الاستجمام على شاطئ البحر من النساء المحجبات بات يشكل أحد المطالب لشريحة كيفما كان الحال، هامة من المجتمع المغربي، وبات هذا المطلب واقعا محرجا لعدد كبير من الدول من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الحقوقية من زاوية "احترام الحريات الفردية". ففي تركيا تم التدبير العقلاني والاقتصادي لهذا النوع الجديد من السياحة، على اعتبار أن السياحة المحافظة أصبحت تشكل سوقا واعدة، ومن جهة أخرى ضرورة لاستيعاب الجميع وتجاوز الاحتقان. وفي هذا الصدد أكد دورسون اوزدان صحفي ب "مجلة واران" التركية "أن السياحة المحافظة تحولت إلى ظاهرة تغزو سوق السياحة في تركيا؛ وتدفع المستثمرين إلى الاستثمار في الدول الإسلامية". وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "إن مصطلح السياحة المحافظة بدأ يتردد في وسائل الإعلام التركية قبل 10 سنوات، حينما بادرت إحدى المجموعات الاقتصادية التركية المتمركزة في ألمانيا إلى شراء فندق ضخم من صنف 5 نجوم اسمه "كابريس" يطل على شواطئ بحر إيجة، وكان يؤكد في إعلاناته أنه لا يوزع الخمور وأن لديه مسجدا ومسابح خاصة للنساء". وأوضح اوزدان "أن هذه الإعلانات كانت الغاية منها تحفيز الأسر التركية المحافظة على الحجز به، وهو ما أثار إعجاب الأسر المحافظة أو المتدينة في تركيا التي لا تحبذ ارتياد الفنادق والمنتجعات السياحية المعروفة. وأشار الخبير في السياحة التركية أن الفندق عجز عن تلبية جميع الحجوزات نتيجة لكثرة الطلب من المصطافين من الأسر المحافظة، رغم أنه يتوفر على طاقة استيعابية تفوق الألف سرير". مؤكدا "أن تحول السياحة المحافظة في تركيا إلى ظاهرة حقيقية دفعت العديد من المستثمرين الأتراك في مجال السياحة إلى استثمار أموالهم في هذا المجال، فظهرت العديد من الفنادق والقرى السياحية من صنف الخمس والأربع نجوم تطل معظمها على سواحل البحر المتوسط أو بحر إيجة". ومن جانبه أوضح مدير مؤسسة "اكرام" للسياحة في تركيا "أحمد شكير" في تصريح للصحافة "أن بروز ظاهرة الفنادق والمنتجعات السياحية المحافظة في تركيا شجع هذه النوعية من الفنادق". وذكر "أن بعض المنتجعات السياحية المحافظة في تركيا أصبحت تمتلك شواطئ خاصة بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي تشترك فيها هذه النوعية من الفنادق كالمسابح الخاصة للنساء والأخرى للرجال". معتبرا أن التجربة الناجحة للمنتجعات السياحية المحافظة في تركيا يجب أن تجشع المستثمرين في البلدان الإسلامية على التوجه للاستثمار في هذا المجال في تركيا وبلدانهم أيضا". وأضاف "أن البرامج الترفيهية التي تخاطب الأسر المحافظة وخاصة أطفالهم صارت تشكل أحد الأنشطة الرئيسية في المنتجعات السياحية المحافظة فهي تنظم حفلات للاغاني التراثية والرقصات الشعبية كما ينظم المنشطون في هذه الفنادق مسابقات هادفة للأطفال في الألعاب الرياضية أو السباحة أو البراعات اليدوية وغيرها". [email protected]