تقوم الحكومة المغربية بتحضير استراتيجية جديدة لمساعدة السكان المسنين في المغرب الذين تتزايد أعدادهم وذلك لمواجهة مشاكل مثل الرعاية الصحية والأمن الاقتصادي والسكن. "" ستقوم لجنة وزارية برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي بتحديد الطريقة الأنسب لتقديم الرعاية لهذه الشريحة ومساعدة المسنين في مجالات الرعاية الصحية والدخل بحسب وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة سعيد الناصري.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي الجمعة 2 أكتوبر "وزارتي اعتمدت مقاربة تشاركية واستشارية مع قطاعات أخرى في الحكومة والهيئات الخيرية والحماية الاجتماعية من أجل تحليل الوضع الحالي الذي يواجهه المسنون ووضع أهداف للاستراتيجية التي تضم الدخل والمعاشات والصحة والإسكان وظروف العيش".
الصقلي وقعت ثلاثة عشر اتفاق شراكة مع منظمات تعمل لفائدة المسنين. وتبلغ قيمة المشاريع مليون درهم.
وقالت الوزيرة "ستعمل هذه الاتفاقات على تعزيز قدرات هذه المنظمات لأنها تعمل على رفع الوعي حول مشاكل المسنين وخلق تضامن بين الأجيال".
وعبرت منظمات المجتمع المدني عن تأييدها لرغبة الحكومة في وضع استراتيجية والاهتمام بشريحة متزايدة وضعيفة في المجتمع المغربي.
هشام معروف رئيس المركز الاجتماعي حي النهضة للمسنين في الرباط الذي تأسس من قبل منتدى للتضامن يضم 36 جمعية خيرية في منطقة الرباطسلا زمور زعير "تشير إحصائيات المفوضية السامية للتخطيط إلى ارتفاع عدد المسنين. لهذا نحن بحاجة لبناء مرافق للرعاية".
وتطالب الهيئات الخيرية المغربية باستمرار بزيادة دعم الحكومة من أجل مواصلة مساعدة المسنين. وتم تأسيس عدد من مراكز الرعاية نتيجة لمبادرات بقيادة القطاع الخيري الذي يأمل أن تساهم الاستراتيجية الحكومية في تسهيل مهمتها.
البرلمانية والدكتورة فاطنة لخايل قالت "إلى جانب المساعدة المادية، [المسنون] بحاجة إلى الدعم النفسي"، مضيفة أن المجتمع المتغير يعني ضرورة التفكير أكثر في الرعاية الصحية.
وقالت "في السابق، كنت ضد فكرة "منازل [جماعية] لهذه الشريحة من المجتمع. لكن نظرا لكون عدد كبير من الناس غير قادرين على الاعتناء بآبائهم بسبب الوضع الاقتصادي الحالي، نحن بحاجة إلى تأسيس مرافق لاستقبال الناس عند حدوث الأسوأ".
لخايل قالت إنه على السلطات دعم الاستراتيجية الجديدة بإجراءات للتعامل مع التأمين الصحي وتقديم التكوين الضروري للطاقم الطبي والمساعدين الاجتماعيين. وأضافت البرلمانية "هناك قليل من الأطباء المغاربة المتخصصين في أمراض الشيخوخة".
وفي الواقع هناك 15 طبيبا مختصا في أمراض الشيخوخة فقط في المغرب إذا ما تم حساب الأطباء الذين درسوا في فرنسا بحسب إحصائيات من المؤسسة الخيرية للمسنين أمل.
وبحسب الهيئة، هناك نقص حاد في الطاقم الطبي المساعد المتخصص في الرعاية بالمسنين. ورغم أن دروس تعليم الممرضات تشمل برامج خاصة بالمسنين، لكن لا يزال هناك نقص في التكوين التطبيقي. والأسوأ من ذلك هو غياب مستشفى أو منشأة للرعاية الطبية النهارية الخاصة بالمسنين.
هذه المشاكل تلقي بظلالها على العديد من المسنين المغاربة.
السالمي، متقاعد، 69 سنة، قال "يجب أن تأخذ الاستراتيجية في الاعتبار مخاوف المسنين"، وهو يعتقد أن المغرب "يفتقر إلى البنية التحتية الموجهة لهذه الشريحة من المواطنين.
وأضاف السالمي "بالإضافة إلى بناء مرافق لمن لا يستطيع العيش مع عائلته، علينا التفكير في مراكز تتمحور حول مواضيع معينة حيث يمكن للمسنين أن يتألقوا في المجالات التي يختارونها".
حليمة بركي، 72 عاما، قالت "عندما يبدأ المرء في الكبر، يعتقد الناس أنه لم تعد له قيمة. إنهم مهمشون من قبل الأشخاص حولهم الذين يعتقدون أنهم أصبحوا غير قادرين على التفكير. يكون هذا الوضع أكثر سوءا عندما يكون المسن بدون موارد مالية. عليك أن تضمن للجميع الحد الأدنى من الدخل لتمنحهم الاستقلالية".