أظهرت دراسة أخيرة أن الحياة المعاصرة لا تلبي احتياجات العديد من المسنين المغاربة. النتائج كشف عنها المفوض السامي للتخطيط أحمد لحليمي الثلاثاء 2 ديسمبر، وتظهر أنه في الوقت الذي تعوض فيه الروح الجماعية انعدام المرافق الاجتماعية للمسنين في العديد من الحالات فإن أزيد من 60% يقولون مع ذلك أن الوحدة هي مشكلهم. وأشار لحليمي إلى أن التقاليد الأسرية القوية للمغاربة لا زالت حية وبخير حيث أن 77.5% من المسنين في البلاد يتلقون المساعدة المالية من الأقارب وخاصة الأبناء. ورغم ذلك فإن 46.9 % من المستجوبين يقدمون الرعاية لأفراد الأسرة أو يقدمون شكلا آخر من أشكال المساعدة. وعلّق لحليمي بالقول "يجب تكوين الشباب لمساعدة الأقارب المسنين ومنحهم الرعاية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية لتفادي مشاكل كبيرة". وأوضح عالم الاجتماع جمال بدري لمغاربية أن هناك ميل أسري إلى الانقسام إلى حد إهمال الأقارب المسنين. وقال "في الماضي، كانت الأسر متعددة العناصر وبالتالي يجد المسنون مكانا لهم وسط أقربائهم. واليوم، يلاحظ أن الشباب مهتمون أكثر بمسارهم المهني حيث يعتقدون أن مساعدة الآباء تعني المساعدة المالية". وأوضح أن النساء هن اللواتي كن يعتنين بالأعضاء المسنين في الأسرة لأنهن كن رهينات بالبيت. في حين أنه مع ارتفاع عدد النساء العاملات اليوم، فالمسنون يبقون وحدهم في البيت. "وتفاقم هذا الوضع بسبب غياب مراكز متخصصة لهذه الشريحة من السكان". وشدد المفوض السامي للتخطيط على الضرورة الملحة لاعتماد سياسات لتسهيل الانتقال إلى مجتمع مسن تعيش فيه عدة أجيال معا كل منها له مكانه المستحق. وأكد لحليمي على أن العمل العام لا يجب أن يعوض الروح الأسرية. وكشفت الدراسة عن الدور المحدود الذي تقوم به مؤسسات الرعاية الاجتماعية رغم أن شيخوخة الساكنة المغربية تنمو بشكل مطرد. ونظرا لنقص الموارد فإن 62.8% من النساء و 55.1% من الرجال الذين يعانون من مشاكل صحية لا يستفيدون من الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك فإن 86.7% من المسنين ليس لديهم تأمين صحي؛ و 77.6% منهم في المناطق الحضرية و 96.8% في المناطق القروية. وأوضحت الدراسة أيضا ضعف تغطية نظام التقاعد ذلك أن 16.1% فقط من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 60 يحصلون على معاش تقاعد. فيما 3% فقط من النساء يحصلن على تقاعد بالمقارنة مع 30.4 % من الرجال. وتتفاقم أوضاع المسنين بارتفاع نسب الأمية في صفوفهم حيث أن 83% منهم لا يقرأون ولا يكتبون. أزيد من 52.2% من المسنين هم نساء. وتعيش أكبر نسبة من المسنين في المناطق الحضرية (52.4%) ويبلغ متوسط سنهم 70.5 سنة. وبحسب المفوضية السامية للتخطيط فإنه من المتوقع زيادة نسبة المسنين من مجموع السكان من 8% سنة 2006 إلى 15.9% سنة 2030. وبمعنى آخر فإن أعدادهم سترتفع من 2.4 مليون إلى 5.8 مليون بنسبة نمو تصل إلى 3.4% في السنة.