ينظم "مركز جنوب شمال"، بشراكة مع المعهد الدولي للغات والثقافات يوم 28 مارس الجاري بفاس، ندوة علمية حول موضوع "تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم الابتدائي والعالي .. الحصيلة والآفاق". وتهدف هذه الندوة العلمية، التي ستعرف مشاركة عدد من الباحثين والمؤطرين والخبراء المغاربة، إلى استجلاء الآثار الإيجابية لإدماج اللغة والثقافة الأمازيغيتين في منظومة التعليم الأساسي والعالي إلى جانب مناقشة الوضع الحالي لهذه اللغة والثقافة من خلال تحليل اندماجهما بعد عملية الدسترة. كما يروم هذا اللقاء الوقوف عند نتائج وحصيلة عشر سنوات من تدريس اللغة الأمازيغية وتقييمها مع اقتراح مقاربة لتطوير وتعميق تدريسها واستعمالها في الحياة العامة. ويناقش المشاركون في هذه الندوة حصيلة وآفاق مسالك اللغة الأمازيغية بالجامعة المغربية مع بحث ودراسة حقائق استعمالها كلغة رسمية والعوائق التي تحول دون ذلك. ويتضمن برنامج هذه الندوة العلمية تقديم عدة عروض ومداخلات في إطار جلسات، تخصص الأولى لتقديم قراءة في الكتاب الجديد لأحمد بوكوس "مسار اللغة الأمازيغية .. الرهانات والاستراتيجيات"، بينما تبحث الثانية موضوع "تدريس اللغة الأمازيغية في الابتدائي في إطار الدستور الجديد"، في حين تعالج الجلسة الثالثة قضية "تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم العالي .. الحصيلة والآفاق". وجاء في ورقة تقديمية للمشرفين على تنظيم هذه الندوة العلمية أن العشرية الماضية عرفت تقدما ملحوظا في مجال إدماج الأمازيغية في المجتمع. كما سجلت تراكما إيجابيا على العموم منذ إحداث عدة مؤسسات تعنى بالبحث في مجال تدريس اللغة الأمازيغية كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب وإرساء شعب اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومسالك الدراسات الأمازيغية بالإضافة إلى مختبرات ومجموعات البحث والاعتراف بها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. وأوضح المصدر ذاته أن التجارب الحالية تعاني من بعض النقائص والصعوبات التي تتصل أساسا بالهوة الفاصلة بين الخطاب السياسي وتطبيق هذا الخطاب مما جعل تنظيم هذه الندوة يأتي كمحاولة من المشرفين عليها للمساهمة في بحث ودراسة مختلف الإكراهات التي تواجهها عملية تدريس اللغة والثقافة الأمازيغية وتقييم حصيلة تعليمهما والمشاركة في النقاش الدائر حولها.