نظم مركز جنوب - شمال، بشراكة مع المعهد الدولي للغات والثقافات، أمس الجمعة بفاس، ندوة علمية حول موضوع "تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم الابتدائي والعالي .. الحصيلة والآفاق". وشارك في هذه الندوة العلمية، التي استهدفت استجلاء الآثار الإيجابية لإدماج اللغة والثقافة الأمازيغيتين في منظومة التعليم الأساسي والعالي، عدد من الباحثين والمؤطرين والخبراء المغاربة. كما شكل هذا اللقاء مناسبة من أجل الوقوف عند نتائج وحصيلة عشر سنوات من تدريس اللغة الأمازيغية وتقييمها مع اقتراح مقاربة لتطوير وتعميق تدريسها واستعمالها في الحياة العامة إلى جانب مناقشة الوضع الحالي لهذه اللغة والثقافة من خلال تحليل اندماجهما بعد عملية الدسترة. وأكد السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، على الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذا اللقاء الذي يبحث حصيلة وآفاق مسالك اللغة الأمازيغية بالمدرسة والجامعة المغربية ودراسة حقائق استعمالها كلغة رسمية والعوائق التي تحول دون ذلك. وثمن السيد بوكوس المجهودات التي يقوم بها العاملون في حقل تدريس اللغة الأمازيغية، من مؤسسات رسمية وجمعيات ومكونات المجتمع المدني، مؤكدا على ضرورة مضاعفة الجهود من اجل النهوض بتدريس اللغة والثقافة الأمازيغية. واقترح تنظيم لقاء وطني يحتضنه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يخصص لدراسة وتقييم حصيلة تدريس اللغة والثقافة الأمازيغية خلال العشرية الأخيرة. من جهته، استعرض السيد محمد دالي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس Ü بولمان، المجهودات التي تبذلها الأكاديمية من أجل إدماج وتفعيل تدريس اللغة الأمازيغية بمختلف المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة. وتحدث عن التطور الذي عرفته عملية إدماج اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن عدد المدارس التي تدرس بها هذه اللغة بالجهة بلغ خلال الموسم الدراسي الحالي (2013 Ü 2014) ما مجموعه 127 مؤسسة تعليمية، بينما بلغ عدد الأقسام 685 قسما، في حين يقدر عدد التلاميذ الذين يتلقون دروسا في هذه اللغة 14 ألف و506 يؤطرهم 456 أستاذا. وأكد على أهمية التكوين في مجال تدريس اللغة والثقافة الأمازيغية، مستعرضا مختلف الدورات التكوينية والورشات التأطيرية التي تنظمها الأكاديمية لفائدة التلاميذ والأساتذة، مشيرا إلى بعض الإكراهات التي لا تزال تعيق عملية تفعيل تدريس هذه اللغة كالنقص الحاصل في الموارد البشرية ونقص بعض الوسائط البيداغوجية وارتفاع ثمن الكتاب المدرسي وغيرها. وكان السيد موحى الناجي، رئيس مركز جنوب Ü شمال، أكد، في بداية هذا اللقاء، على أهمية تنظيم هذه الندوة التي تبحث حصيلة تدريس اللغة الأمازيغية وآفاق تطويرها في التعليمين الأساسي والجامعي. وقال إن المشاركون سيبحثون من خلال جلسات علمية السبل الكفيلة بتنمية وتطوير مسالك هذه اللغة، مع الوقوف على حقائق استعمالها كلغة رسمية وعلى العوائق التي تحول دون ذلك. وتم خلال هذا اللقاء تقديم مجموعة من الباحثين والمفكرين لقراءات في الكتاب الجديد لأحمد بوكوس "مسار اللغة الأمازيغية .. الرهانات والاستراتيجيات" الذي يتناول العديد من القضايا والأسئلة الكبرى حول الوضعية الحالية للغة والثقافة الأمازيغية وآفاقها المستقبلية وكذا المراحل التاريخية التي عرفتها القضايا اللسانية لهذه اللغة. كما تم تقديم مجموعة من العروض والمداخلات في إطار جلستين بحثت الأولى موضوع "تدريس اللغة الأمازيغية في الابتدائي في إطار الدستور الجديد"، في حين خصصت الثانية لمناقشة قضية "تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم العالي .. الحصيلة والآفاق".