كانت الساعة تشارف العاشرة صباحا..وقد تسللت بعض خيوط الشمس نحو صحن البيت.. عندما سمع نعمان طرقا قويا على الباب إنه العم مبروك البقال : - نعمان ..نعمان أنا مبروك.. تعالى بسرعة عندك مكالمة من القنصلية الأميركية. - من ؟ عمي مبروك ..؟! هل هذا صحيح .. ؟ كيف ؟ متى ؟ - هيا اسرع فقد تركت الدكان مفتوحا سوف أسبقك.. أسرع - حاضر ..قل لهم أنا في طريقي .. قل ..لهم..وناري قفرها الميريكان
كان مرتبكا ومذعورا ..يسابق خيال ظله وهو يلبس سرواله ، قفز درجات البيت الهرم..تخطى إحدى الجارات وهي منهمكة في غسل ثياب أبناءها ببهو المنزل التي تحول إلى بركة ماء راكدة .. تجاوزمبروك إلى الدكان و التقط سماعة الهاتف وهو يلهث: - ألو ..Hello - ألو صباح الخير ..هل أنت نعمان بن حسين ؟ - Yes نعم .. نعم ..شكرا هو أنا - هل تقدمت بطلب تأشيرة للولايات المتحدة الأميركية ؟ - نعم ..صحيح ..لقد فعلت ذلك - يجب عليك أن تحضر إلى القنصلية يوم الخميس المقبل على الساعة الثالثة بعد الظهر. - حسنا سوف أفعل ..هل وافقتم على التأشيرة ؟ - لا أعلم يا سيدي فأنا مسؤولة عن الإبلاغ بالمواعيد فقط..سوف يخبرونك عندما تأتي يوم الخميس..وللتذكير يجب أن تحضر معك نسخة من كشف حسابك البنكي ..لأن ملفك ناقص..لاتتأخر فقد يضيع عليك الموعد. - حاضر سأفعل ..ولكن ..ألو..ألو
قفز فرحا وهو يصيح بسعادة وحبور بينما أطلقت أمه زغرودة من شرفة البيت وعيناها تنهمران بدموع الفرح.. أما هو فلم يكد يصدق ما يحدث من حوله .. تجمهر سكان الزقاق حوله والكل يبارك له الخبر السار الذي شاع في الحي مثل النار في الهشيم ..كان نعمان يقفز مثل الأطفال ويصيح: - جاءت ياعمي مبروك .. جاءت الفيزا..جاء الفرج