إصرار برلمان شبه جزيرة القرم على إقامة الاستفتاء غدا الأحد، وتمسكهم بتنفيذه بعيداً عن أنظار الحكومة الأوكرانية المؤقتة، يضرب آخر مسمار في نعش التشاؤم الذي سيطر على الجميع بعد المكالمة الهاتفية لمصطفى دْجِمِيلوفْ الرئيس السابق للبرلمان التتاري بشبه جزيرة القرم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إمكانيّة تلطيف الأجواء ونزع فتيل الأزمة بالمنطقة، عبر التوافق على الخطوات التي من شأنها أن توجد الحلّ العاجل لإخماد نار الفتنة، وانتشال أوكرانيا من فوهة البركان، والسير في طريق الاستفتاء الأحادي، القاضية مراميه الحتميّة بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا.. كل ذلك يجعل تلك الآمال تذهب أدراج الرياح، خاصة مع ارتفاع وتيرة الاستعداد والمواجهة بين أوكرانياوروسيا، كما أنّ المسألة تتوسّع في المدن الشرقية والجنوبية لأوكرانيا من قبل بعض سكان هذه المناطق، الذين يطالبون الرئيس الروسي حمايتهم وإجراء استفتاء عاجل لتقرير مصيرهم. وفي ما يخص الجالية المغربية التي تقطن بالمناطق الجنوبية والشرقية لأوكرانيا، فإن عدد أفرادها في مدينة زباروجيا و مَرْيُوبَلْ يناهز حوالي 2000 شخص، وكذلك يتواجد 300 طالب بمدينة دْنِيبْرُبِتْرُفْسْك. الأوضاع تبدو لحد الساعة شبه هادئة في انتظار ما سيسفر عليه استفتاء يوم الأحد 16 مارس الجاري، لكن في كل الأحوال فالمسؤولون على الجمعية المغربية للصداقة والتعاون في أوكرانيا بمدينة زباروجيا في اتصال يومي مباشر مع الجالية، ومع سفيرة المغرب بكييف مينة التونسي، ونائبها نصر الدين فوزي رمضاني. ولحد الساعة كل الطلبة المغاربة يباشرون دراستهم كالمعتاد، ولكن لتفادي أي مكروه، لا قدر الله، تدعوهم الجمعية إلى أخذ كل الحيطة والحذر، حتى تتضح الرؤيا، لأن الغيوم لا تزال تسود سماء المنطقة. *رئيس الجمعية المغربية للصداقة و التعاون في أوكرانيا- زباروجيا أستاذ باحث ومحاضر بالجامعة الوطنية بزباروجيا في أوكرانيا