سلام تام بوجود مولانا الإمام وبعد لقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الرسالة -والتي اخترت لها بريد هسبريس حتى لاينتهي بها المطاف في سلة المهملات والعهدة على هسبريس- فمهما طالت فقراتها فهي تبقى غير كافية لوصف الرعب اليومي الذي يعيشه مختص التخدير والإنعاش داخل مركبات الجراحة أو على مثن سيارات الإسعاف الخاصة بالنقل الطبي للحالات الحرجة والمتسمة بالإستعجال الحاد ويستدعي وضعها الصحي نقلها للمراكز الإستشفائية المختصة ...والتي تبعد بمئات الكيلومترات قد تدوم لساعات وساعات قبل الوصول. هذا الرعب ليس ضعفا في التكوين ولا إنعدام الخبرة أو غياب الكفاءة لدى هؤلاء الأطر في أداء نشاطها اليومي إنما هو راجع بالأساس لغياب إطار قانوني صريح منظم للمهنة سيما التخذير والإنعاش في بلدنا المغرب.... سيدي الوزير ... كما لا يخفى على سيادتكم وأنتم المراكم لسنوات من العمل في الميدان بمركبات الجراحة لمشفى إبن رشد ؛سنوات وقفتم خلالها على الدور الهام للأطر الشبه الطبية التي تسهر على تقديم الرعاية الصحية اللازمة والمتابعة لحالات المرضى ؛غير أن هذا الدور الذي عاينتموه بالبيضاء يختلف تماما بباقي مستشفيات المغرب ومراكزه الصحية ..حيث تقوم "القابلة" أو "المولدة" بدور طبيب الولادة ويقوم مختص التحذير والإنعاش مقام الطبيب المختص . سيدي الوزير..يؤسفني أن أطلعكم بالظروف اللامهنية والغير القانونية التي يزاول فيها الأطر الشبه الطبية مهامهم ونشاطهم اليومي المعتاد "خارج القانون"؛وأحيطكم علما وأنتم سيد العارفين بالدور المنوط لتقنيي التخدير والإنعاش بجل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة العمومية خاصة البعيدة عن العاصمة الرباط ومدن المحور (1)حيث تفتقر هذه المراكز الصحية النائية لطبيب مختص في "البنج"..ويقوم مقامه ممرض مختص في التحذير والإنعاش يشرف على عمليات جراحية وقيصرية متسمة باستعجال حاد ولا تستحمل نقلها للمراكز الإستشفائية التي تتوفر على طبيب في التخصص المذكور...أمام هذا الوضع أو العمل والذي هو إنساني بالأساس والمتمثل في إنقاذ روح وإعطاء حياة جديدة ...يجد مختص التخذير نفسه بين مطرقة القانون الذي توصي بنوده على ضرورة إشراف طبيب على عملية التخدير وسندان الحالة المستعجلة والتي قد تسلم روحها إذا ما تأخر التدخل الجراحي ... أمام هذا الوضع المقلق والغير المريح نطالبكم سيدي الوزير إخراج هيئة مستقلة خاصة بالأطر الشبه الطبية ووضع قانون واضح الملامح يحمي هذه الفئة أثناء أدائها لواجبها المهني "النبيل" ...سيما في ظل المتابعات القضائية للممرضين في حالة وفاة لا قدر الله خصوصا الذين يزاولون بدون طبيب حيث يجد الممرض نفسه رهين قانون غير واضح تقر بنوده على ضرورة التوفر على وصفة قبل القيام بأي تدخل ..(بالعربية تاعرابت ايلا دار مشكلة وايلاما دارش مشكلة ... هذا دون إغفال المطلب الشرعي والقانوني المتمثل في إقرار المعادلة الإدارية والعلمية وإدراج كل أفواج الممرضين في نظام إجازة ؛ماستر دكتوراه..وإلحاقهم بالسلم العاشر على غرار باقي القطاعات. و في إنتظار قرار جريء يعيد الإعتبار للجسم التمريضي قاطبة تقبلوا مني ومن باقي الزملاء فائق التقدير والإحترام. * مختص التخدير والإنعاش