قصدت لطيفة مقر قيادة "عين الدفالي"، التابعة ترابيا لمقر دائرة "احد كُورت" من إقليمسيدي قاسم، لأجل الحصول على شهادة سكنَى..وقفت أمام "لْمقدّم"، وبعده توجّهت نحو "الشيخ"، مخبرة إياهما رغبتها في التحصل على الوثيقة الإدارية، إلاّ أنّ الاثنان رفضا تمكينها منها لا لشيء إلاّ لأنّ ابنها عضو بتنظيم جمعوي احتجّ أكثر من مرّة، ضمن وقفات احتجاج دعا إليها إطاره، على طريقة تدبير القيادة للشأن العام المحليّ. "بْلاَ مَا تْعْيِّي رَاسْكْ آ لاَلّة.. حْتَى وَاحْد مَا غَادِي يْعْطِيكْ شهَادَة السكنى.. حْتَى يدِيرْ وْلْدْكْ عْقْلُو وْرْجْعِي عْنْدْنَا".. كان هذا هو ردّ "أعوان السلطة" على طلب لطيفَة.. وبما أنّ ذات المرأة تحرص على متابعة ما يبث تلفزيا حول "حقوق المواطن" فقد قصدت قائد "عين الدفالي" لإخطَاره بما طالها من شطط على يد مرؤوسيه. انتظرت امّ محمّد قريب على باب رجل الإدارة الترابيّة لساعتين من الزمن، ولم تفارق عيناها عنصر القوات المساعدة المرابط على باب القائد الأربيعينيّ حتّى أشار إليها بالدخول.. تخطّت باب "لْقَايْدْ" برجلها اليمنَى، ووفقت ضامّة يديها إلى صدرها متريّثة حتّى ينتهي "رجل السلطة" من أخذه رشفات قهوة ساخن ضمّها كوب موضوع على مكتبه. "مَالْكْ ألاَلَّة؟ دَابَا عَادْ كَتْعْرْفُوا أنّكم كتْحْتَاجُونَا؟" قال "كبير القيادة" للطيفَة قبل أن يسترسل: "علاَشْ بَاغَا شهَادَة السكْنَى؟ آشْ عْنْدْكْ مَا دِّيرِي بلاَكَارطْ".. فما كان من الواقفة أمامه إلاّ أن أجَابَتْه: "تْسَالاَتْ بطاقة التعريف القدِيمَة، وبَاغَا ندِير وْحدَة جدِيدَة نْهْزْهَا معايَا فِينْ ما تْحْرْكْت.. بحَالْكْ أسِيدْ القَايْدْ".. "علاَشْ انتِ بحَالِي؟ ضْسَارَة هَادِي" هذا هو ردّ المسؤول الإداري الذي ينوب عن وزارة الدّاخليَّة ب"عين الدفالِي". أمّ محمّد لم تنل وثيقتها الإداريَة بعد.. "بمَاذَا أشعُر؟ لاَ شيء غير الحُكْرَة" تقول لطيفة لهسبريس قبل أن تزيد: "عَادِي يدِيرُو معَايَا هَاكدَا، حيت عَارفِين أنَّ حتَّى وَاحد مَا غَادِي يدِّيهَا فامرأة مسكِينَة تحْكْرَات فهَادْ القيَادَة، راهُم بَاغْيِينْ الانتقام من ولدِي مُحمَّد بيَا أنَا، مَا من حقِّيشْ نْدِير لاَكَارْطْ حيت ولدي وصحابُو احتجُّوا على القَايد". أثناء مثول لطيفة أمام المسؤول الأوّل عن الإدارة الترابيَّة المعيَّنة ب"عين الدفالِي" أخبرها بأن تجلب ل"أعوانه" التزاما مكتوبا تقرّ فيه بأنّ شهادَة السكنَى التي تطلبها ستكون من أجل تجديد بطاقة تعريفها الوطنيَّة، وهو ما أبدت أمّ محمّد قريب موافقتها عليه رغما عن كون القائد قادرا على تضمين الشهادة المطلوبة ملاحظة مقترنة بهذا الاستعمال أسف الوثيقة التي تمنحها إدارته، لكنّ مخاطِبهَا أردف بعد ذلِك: "والله لاَ خْدِيتِيهَا وَاخَا تجِيبِي هَاد اللالتزَام، ووَاخَا يْجِي وزير الدَّاخليَّة كَاعْ، بَاش تْعْرْفِي انت وولدك آش كَنْسْوَاوْ".