كشفت مصادر فلاحية مهنية عميقة الاطلاع لهسبريس أن النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، المرتقب أن تقام بعد أقل من أسبوعين من اليوم، سوف تشهد عقد لقاءات بين المنتجين والمصدرين المغاربة للطماطم ونظرائهم الفرنسيين، يُرتقب أن تُتوّج بتوقيع اتفاق بين الجمعية المغربية المهنية "أبيفيل" والجمعيات الممثلة لمزارعي فرنسا، "سيتم بموجبه تبادل المعطيات بشأن كميات ومساحات إنتاج هذا المنتج الحيوي، بدءا من سنة 2026". ووفق المعطيات المتوفرة للجريدة، فإن الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للخضر والفواكه "أبيفيل"، التي تباحثت مع جمعيات المزارعين الفرنسيين خلال فعاليات معرض باريس الدولي للفلاحة في فبراير الماضي للتأسيس لشراكة بين الجانبين تضع حدًّا "لتصرفات هذه الجمعيات وتصريحاتها المناهضة لصادرات الطماطم المغربية"، تتمسّك، حتى الآن، برفض مطلب فلاحي فرنسا بعدم تصدير المنتج المغربي إلى السوق الفرنسية، خلال الموسم الفرنسي، أي في الصيف. وأفادت المعطيات الحصرية ذاتها بأنه، "بناء على ذلك، سوف تنحسر مقتضيات ورقة الاتفاق، التي أبدى الجانب الفرنسي الاستعداد لتوقيعها على هامش معرض مكناس، في تبادل معطيات الإنتاج وأمراض أشجار الطماطم والأصناف المقاومة لها"، مؤكدة أن "المزارعين الفرنسيين، رغم ذلك ما زالوا متشبثين بمطلبهم سالف الذكر". مفصلا في الموضوع، قال مصدر من الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للخضر والفواكه "أبيفيل" إنه "من المرتقب أن يتم توقيع ورقة اتفاق بين الجمعية وبين جمعيات مزارعين فرنسيين، بشأن التعاون في القضايا المرتبطة بإنتاج الطماطم، على هامش فعاليات النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس"، مبرزا أن "الغرض الرئيسي من هذا الاتفاق هو فرملة تدخلات فلاحي فرنسا وتصريحاتهم ضد صادرات الطماطم المغربية". ووضحّ المصدر، ضمن معطيات خاصة لهسبريس، أن "الاتفاق من المرتقب أن يتخلل لقاء سيعقد بين الجانبين في المعرض ذاته"، مشددا على أن "الفلاحين الفرنسيين مستعدون لتوقيعه مع الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للخضر والفواكه، عند حضورهم المعرض". وأشار مصدر الجريدة إلى أن "توقيع ورقة الاتفاق سيؤسس لشراكة بين الطرفين، قوامها التعاون في ما يخص معلومات أمراض أشجار الطماطم والأصناف المقاومة لهذه الأمراض، وكذلك تبادل المعطيات بشأن الكميات والمساحات المرتقبة للإنتاج بخصوص سنة 2026، أي الموسم المقبل"، لافتا إلى أن "موسم الطماطم الحالي يقترب من نهايته". وبسؤاله عمّا إذا كان حصر فترة دخول الطماطم المغربية إلى السوق الفرنسية، كما يريد مزارعو فرنسا، سوف يكون بندا حاضرا في الاتفاق، قال المتحدّث لهسبريس إن الجمعية لا تملك معطيات بهذا الخصوص؛ "فعند الحديث عن اتفاق، قد يكون هناك توافق في بعض الأمور، ولكن إلى حدود الآن لا شيء محسوم في هذا الجانب"، بتعبيره، مضيفا: "يصعب علينا أن نتقبل مطلب الفلاحين الفرنسيين هذا". وأشار المصدر نفسه إلى أن جمعيات المنتجين الفرنسيين للطماطم قد تطرح مطلبها المذكور، في اجتماعها مع "أبيفيل"، مؤكدا أنه "معلوم كون الإشكال المطروح بالنسبة للمزارعين الفرنسيين هو اعتبارهم أن منتجاتهم المحلية لا تقدر على منافسة الطماطم المغربية، خلال الموسم الفرنسي الذي يغطي الفترة الصيفية". ووضحّ المصدر المهني لهسبريس أن "تكلفة إنتاج الطماطم المغربية تختلف في نهاية المطاف عن تكلفة الفرنسية، سواء من ناحية اليد العاملة أو الاستثمارات أو غيرها". الجريدة سألت المتحدّث حول إذا ما كانت هناك إمكانية لتوقيع اتفاق مماثل مع المزارعين الإسبان بشأن موضوع الصادرات الفلاحية المغربية، خصوصا من الطماطم، فأجاب بأنه "أساسا هؤلاء المزارعون ينسقون مع الفلاحين الفرنسيين، على أن الأخيرين هم من يحملون المشعل والمقود في هذا الموضوع، خلال الفترة الحالية". كما لفت المهني عينه إلى أنه "إذا خرجت الطماطم المغربية من السوق الفرنسية خلال فصل الصيف، فإن الفراغ الذي سوف تخلّفه سوف تملأه الطماطم الإسبانية، لأنها تنتج خلال ذات الفترة". وزاد خاتما: "إلى حد الآن، لا توجد لقاءات مبرمجة لجمعية "أبيفيل" مع المزارعين الإسبان؛ لكن إذا أراد الفرنسيون أن يحضرونهم معهم، لهم ذلك". وأكد رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أنه "تمّت برمجة لقاءات بين الكونفدرالية وجمعيات المزارعين الفرنسيين خلال النسخة الوشيكة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس"، موضحا أن "هذه الاجتماعات ستتناول مواضيع مختلفة؛ ضمنها قضية صادرات الطماطم المغربية". وأضاف بنعلي، ضمن تصريح لهسبريس، بأن "نسخة "سيام" هذه السنة سوف تعرف ذات النقاشات العادية التي تطرأ كل سنة مع المزارعين الفرنسيين بخصوص جميع المنتجات"، مشددا على أنه "لا شيء محسوم بدقة بشأن أجندة هذه الاجتماعات حتى الآن". ووضحّ أنه "إلى حدود اليوم، لم تتم برمجة أي اجتماع بين الكونفدرالية وجمعيات ونقابات المزارعين الإسبان"، مستدركا بأنه "ما زال أمام الجانبين متسع من الوقت، و'الباطرونا الفلاحية' ما زالت أساسا تتلقى اتصالات من تمثيليات فلاحي البلد الأوروبي بهذا الخصوص".