في الصورة واقع مخيمات تندوف أكد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الجمعة بالرباط، أن المغرب في حاجة لمساعدة المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، من أجل تجاوز وضعية الجمود التي تشهدها مخيمات تندوف. "" وقال الفاسي الفهري، خلال ندوة صحفية مشتركة مع المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئينأنطونيو غوتيريس، "إننا في حاجة للمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، ليس فقط من أجل القيام بمهمتها الإنسانية، ولكن أيضا من أجل مساعدتنا على التوصل إلى حل نهائي" للوضع السائد بمخيمات تندوف. وأضاف أن الوضع الحالي في المخيمات ليس معروفا لدى الجميع، منددا بانتهاكات حقوق الإنسان في هذه المخيمات، وانعدام الإمكانية بالنسبة للأشخاص المحتجزين فيها لمغادرتها والإلتحاق ببلدهم المغرب. وأبرز الفاسي الفهري في هذا الصدد المسؤولية السياسية والقانونية للجزائر في استمرار هذا الوضع الذي وصفه بغير المقبول من الناحية الإنسانية. وأكد على الأهمية التي توليها المملكة المغربية لإجراء إحصاء داخل مخيمات تندوف لتحديد الأشخاص ذوي الأصول الصحراوية، وتمكين المفوضية الأممية من القيام بدورها المؤسساتي، المتمثل في فتح حوار مع سكان هذه المخيمات حول مدى رغبتهم في البقاء بها أو الإلتحاق بالمغرب، أو الإستقرار في مكان آخر بالخارج. ومن جهته، أكد المفوض السامي أن عملية الإحصاء المعتادة التي تقوم بها المفوضية في إطار العمليات الإنسانية، لا علاقة لها بالإعتبارات السياسية، بل هي فقط آلية للمساعدة الإنسانية. وذكر أن الجزائر طلبت زيادة المساعدات المقدمة لمخيمات تندوف، لكن المفوضية الأممية أجابت بأن تحقيق هذه الزيادة مرتبط بإحصاء المقيمين بتلك المخيمات. وأعرب عن أسفه لكون الجزائر لم تقبل إنجاز هذا الإحصاء، موضحا أن المفوضية الأممية لم تغير أيضا تقديراتها بخصوص عدد الأشخاص المقيمين في مخيمات تندوف. وأشار المسؤول الأممي إلى أن مقترحه بخصوص تنظيم عملية تبادل الزيارات بين العائلات عن طريق البر، قد حظيت بقبول كل الأطراف، مبرزا أن 8 آلاف شخص استفادوا من برنامج تبادل الزيارات، وأن 42 ألفا هم مسجلون من أجل الإستفادة من هذه العملية. وقال في هذا الصدد أنه من الصعب، بالوتيرة الحالية، ضمان تكثيف هذه الزيارات عن طريق الجو. من جهة أخرى أبدى المفوض الأممي السامي عن ارتياحه ل`"القفزة النوعية" التي عرفتها العلاقات القائمة بين المملكة المغربية والمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، معربا عن الأمل في أن "يتمكن المغرب، في إطار تعاونه مع المفوضية، من وضع إطار قانوني للجوء"، و"إحداث هيئة تمكنه من منح صفة لاجئ فوق ترابه". وأشاد أيضا ب`"نضج" المجتمع المدني المغربي في إطار هذا التعاون. وكان غوتيريس، الذي يقوم حاليا بزيارة للمغرب في إطار جولة بالمنطقة، قد استقبل في وقت سابق من طرف كل من الوزير الأول عباس الفاسي، ووزير الداخلية شكيب بنموسى، ووزير العدل عبد الواحد الراضي، ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد.