شكلت مناسبة تخليد الذكرى الأولى لوفاة قيدوم اليساريين محمد بنسعيد آيت إيدر دعوة صريحة إلى تشكيل جبهة يسارية موحدة، وإحياء الكتلة، ورسم خارطة طريق نحو مغرب العدالة الاجتماعية. وخيمت على المهرجان السياسي لإحياء الذكرى الأولى لرحيل محمد بنسعيد آيت إيدر، الذي نظمه حزب الاشتراكي الموحد مساء اليوم السبت بالدار البيضاء، دعوات وتعبير عن آمال بتوحيد العمل لمواجهة الفساد. وقال جمال لعسري، الأمين العام لحزب الاشتراكي الموحد، في كلمته أمام الحاضرين إن "المجاهد آيت إيدر لم يكن مجرد رمز للحزب، ولا مجرد رمز لليسار خاصة أو المعارضة الوطنية بصفة عامة، بل رمزا للوطن"، مضيفا "لقد وهب حياته من أجل النضال والمقاومة، وواجه الاستبداد والفساد والقمع، وناضل من أجل مغرب متصالح مع جهاته". وبعد أن عرج على دور الراحل في دعم الكتلة الديمقراطية والوحدة، التي شكلت قوة مؤثرة في الواقع السياسي آنذاك، قال الأمين العام: "أتساءل أمامكم ومعكم ونفكر معكم وبصوت مرتفع: ألم يحن الوقت لكتلة جديدة، كتلة شعبية واسعة النطاق تناضل من أجل تعاقد جديد بين الدولة والمجتمع.. جبهة تبحث عن مسار جديد قادرة على مواجهة منظومة الفساد والاستبداد؟". وتابع "ونحن في هذه الذكرى نرى أن هاته الحالة التي يعيشها الوطن لن نختلف كثيرا في وصفها وتشخيصها في عهد حكومة القمع التي صادرت كل المكتسبات، حكومة التراجعات، وحكومة قانون تكبيل الإضراب. نحن متأكدون أننا لن نختلف في تشخيص الداء الذي أصاب الوطن، لهذا نفكر بصوت مرتفع في كيفية بناء مغرب الغد ومستقبل الوطن بعيدا عن كل الحسابات". وسجل أنه وفاء لروح المناضل اليساري الذي يقدره الجميع "علينا وضع خارطة طريق نحو مغرب الحرية والعدالة الاجتماعية"، مشيرا إلى أن الجبهة التي يدعو حزب الاشتراكي الموحد إلى تأسيسها "ستحقق لا محالة حلمنا جميعا بالانتقال الديمقراطي". وأبرز أن "الوضع الحالي يدفعنا إلى الخروج من حالة الانتظار والمراقبة إلى العمل والمبادرة، وهو السبيل لتحقيق الحلم وتحقيق السيادة الشعبية التي ستجعلنا مرفوعي الرأس". وختم زعيم حزب "الشمعة" بالقول إن بقاء القوى اليسارية في حالة الشتات والتشرذم والتفرقة "لن يعطي إلا فرصة للمستبدين الذين يجمعون بين السلطة والمال، لهذا نتمنى أن يكون لهذا اليوم ما بعده". وعلى المنوال نفسه سار عبد السلام العزيز عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي قدم شهادته في الراحل آيت إيدر، قائلا: "رجل نذر حياته للوطن، وترك إرثا نضاليا زاخرا، وكان نموذجا للوطني الغيور الذي كرس حياته للدفاع عن مصلحة الوطن والمواطنين، وكان واعيا بأن التشرذم عائق أمام تحقيق التقدم". وسجل العزيز أن الوحدة بالنسبة إلى الراحل كانت "ضرورة تاريخية لمواجهة الفساد وإنجاز التغيير الحقيقي، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا ببناء قوى سياسية موحّدة ومُوحِّدة لنضال الشعب المغربي وتعديل موازين القوى". وأكد أن التنظيمات اليسارية ملزمة بفتح حوار يؤسس لمرحلة جديدة من العمل اليساري القادر على خلق توازن حقيقي ومواجهة السياسات التي تعمق الأزمات في بلادنا". وأوضح، في ختام كلمته، أنه بالعمل على هذا التكتل والوحدة "نكون أوفياء لفقيدنا ولإرثه النضالي، الذي علمنا أن الوحدة هي السبيل الوحيد لتحقيق التغيير". بدوره لم يفوت عبد الواحد سهيل، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الفرصة للتعبير عن سعي ورغبة حزبه بتحقيق "الكتلة الديمقراطية"، قائلا: "ما أحوجنا لإطار الكتلة والوحدة، ويجب أن نمر من الحديث إلى الواقع". ولفت سهيل إلى أن "الكتلة أعطت حماسا حقيقيا، لذلك نحن نحتاج مثل هذه الوقفة والكتلة، فحالنا يبدو أكثر من أي وقت مضى بحاجة لإعادة النظر في طريقة اشتغالنا"، مبرزا أن ما يؤكد الحاجة للكتلة أن "هناك ترديا على المستوى الديمقراطي والوضع الاقتصادي الصعب وتغول الرأسمال والفقر". وختم كلمته بالتأكيد على أن "بنسعيد كان رجلا له أثر في حياتنا. كان رجلا وحدويا، وهذا أهم إرث تركه لنا ويجب أن تشبث به، ونحن وحدويون ونسعى إلى العمل الوحدوي، وعلى استعداد للاشتغال بجد لبلورة طريق وحدوي، وهذا ما يمكن أن نقدمه لروح الفقيد".