كشف مصدر جيد الاطلاع بمجلس النواب أن قرار "التأديب" في حق النائبة البرلمانية ريم شباط، عن حزب جبهة القوى الديمقراطية، "سيكون بمثابة تنبيه، على ألا يتكرر الأمر مرة أخرى"، مشيراً إلى أن إحالة تصرّفها على اللجنة كان وفقاً لمقتضيات النظام الداخلي التي تشير صراحة إلى المبادئ المؤطرة لمدونة الأخلاقيات البرلمانية. وذكر المصدر عينه المادة 390 من النظام سالف الذكر، التي تحتم حضور "المسؤولية والالتزام"، و"الأمانة والاستقامة"، وأنه "يجب على النائبات والنواب التعبير عن آرائهم بلباقة واحترام، وتجنب استعمال ألفاظ أو عبارات تنطوي على التهديد أو الترهيب أو الاستفزاز أو الشتم"، وزاد: "لجنة الأخلاقيات ستنظر في اللغة التي استعملتها النائبة في مخاطبة السلطة الحكومية، وعلى هذا الأساس ستوجه تنبيها". وعند استفسار الجريدة بخصوص حالة تكرر الأمر بعد التنبيه، وهل هناك مقتضيات واضحة يمكن العودة إليها، قال المتحدث ذاته: "هذا لم يحدث قطّ. والتنبيه يبقى تنبيها"، وأضاف: "نتمنى ألاّ يتكرر ذلك وألا نكون أمام استثناء". هسبريس تواصلت أيضاً مع عضو في لجنة الأخلاقيات، أشار بدوره إلى إخضاع القضية للنظر وفق منطوق المادة 390، موردا أن "مخاطبة رئيس الحكومة بلغة مستفزة من قبيل 'حشمت فبلاصتك' لا تعبر عن لغة مؤسساتية. ورغم أن حرية الرأي والتعقيب مكفولة للنواب لكن على ألا تصطدم بشكل صريح مع مقتضيات النظام الداخلي، وخصوصاً الواردة ضمن باب مدونة الأخلاقيات". وشدد عضو اللجنة المذكورة على أن "الملف سيتمّ تداوله قريباً عندما تنعقد اللجنة"، مشيرا بدوره إلى "توجيه تنبيه للنائبة المعنية للامتثال لما ينصّ عليه النظام الداخلي، لنستطيع ضمان تنزيله الأمثل حتى نحافظ للمؤسسات الدستورية على هيبتها أمام الرأي العام". وذكّرت الجريدة المصدر بأن رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العالمي قال إن الإحالة كانت بناء على مسألة "خرق الدستور" من طرف ريم شباط، خلال جلسة الأسئلة الشهرية لرئيس الحكومة عبر إثارة موضوع النقل الحضري الذي يدخل في اختصاصات الجماعات الترابية، فذكر أن "الأمر يحمل عناصر كثيرة، بما فيها هذا الأمر، وكذا لغة مخاطبة عزيز أخنوش، وأيضاً تحويل البرلمان إلى منصة للاحتجاج، وهذا أمر مرفوض"، وفق قوله. وزاد مصدر هسبريس: "لم يكن ممكنا السماحُ بسلوك مماثل بالنظر إلى أن بلدنا كان يحتضن الإثنين حفل سحب قرعة بطولة أمم إفريقيا 'المغرب 2025'، ولم يكن ممكنا أيضا القبول بترويج صورة تُقدم كهدية لأعداء بلادنا الذين سيتخذونها ذريعة للتشكيك في قدرة المملكة على تنظيم تظاهرات كروية مثل 'الكان' أو كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال".