أعلنت وزيرة الصحة ياسمينة بادو،أمس الثلاثاء بالرباط، أن الوزارة تعمل على وضع استراتيجية جهوية للتصدي لفيروس انفلونزا (إي إتش 1 إن 1) المعروف بانفلونزا الخنازير، وتفعيل كافة الإجراءات الوقائية تفاديا للمرحلة المقبلة لهذا الفيرورس التي تصادف فصلي الخريف والشتاء، والتي من المحتمل أن تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات. "" وأكدت بادو، خلال لقاء تشاوري إخباري نظم لتقييم المرحلة الأولى للإجراءات المتخذة لمحاربة هذا الفيروس، أن أطر المنظومة الصحية معبئة استعدادا للمرحلة المقبلة، وذلك لرصد مختلف وسائل التصدي وتعزيز آليات المراقبة واليقظة لاحتواء الفيروس، من خلال بلورة إستراتيجية قطاعية محلية عبر تعبئة مجموع القطاعات والمؤسسات المعنية. وأوضحت، في هذا الصدد، أن هذه الاستراتيجية سترتكز على مخططات عمل لمنع انتشار المرض، تهم بالأساس الإدارة والتنظيم على مستوى مختلف مصالح المنظومة الصحية، وإشراك كافة القطاعات ذات الصلة، والتجهيز والإعداد لاحتواء الإصابات في حالة حدوثها على الصعيد المحلي، ثم التوعية والإعلام ورفع مستوى معرفة المرض وطرق الوقاية منه. وأشارت بادو إلى أنه مع حلول موسم الدخول المدرسي الجديد ستعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في إطار هذه الاستراتيجية، على تنظيم حملات تحسيسية في صفوف التلاميذ من خلال دروس توعوية لتفادي احتمالات الإصابة بالفيروس. وقد عرف هذا اللقاء، الذي حضره المدراء المركزيون ومندوبو الوزارة بمختلف جهات المملكة، تقديم عرض حول المخطط القطاعي الجهوي للتصدي لهذا الفيروس، كما تم الوقوف على الحالة الوبائية الراهنة بالمغرب. كما تم بحث آليات تتبع التطورات العالمية، وتنسيق الجهود الرامية لدعم جاهزية الأنظمة والمصالح الصحية الوطنية لمواجهة هذا الوباء. من جهة أخرى، أكدت الوزيرة على أن الحالة الوبائية بالمغرب لا تدعو إلى القلق مقارنة بالوضعية على المستوى العالمي، مبرزة أن المنظمة العالمية للصحة أشادت بالتدابير الوقائية التي اتخذها المغرب بهذا الخصوص، حيث يأتي في مقدمة البلدان العربية التي نجحت في التصدي لانتشار هذا الفيروس، وذلك بالنظر إلى عدد الإصابات المحدودة المسجلة في المغرب مقارنة بباقي بلدان العالم العربي. وفي سياق متصل، ذكرت بادو بزيارة الخبيرين الفرنسيين مؤخرا للمغرب، واللذان وقفا على ما تقوم به المملكة من مجهودات فعالة لمواجهة هذا الوباء. من جهة أخرى، ذكرت الوزيرة بأن المختبرات الوطنية قامت باقتناء العدد الكافي من اللقاحات المضادة للفيروس تأهبا للمرحلة المقبلة، التي من المنتظر أن يتطور فيها هذا الفيروس. يذكر أنه تم، إلى غاية أول أمس، تسجيل 124 حالة إصابة مؤكدة بأنفلونزا (إي إتش 1 إن1) بالمغرب، تم إخضاعها للعلاج بالمصالح الاستشفائية التي تمت تهيئتها خصيصا لهذا الغرض. وقد غادرت 114 حالة المستشفيات بعدما تماثلت للشفاء بشكل تام، في حين ما تزال الحالات العشر التي تم تسجيلها مؤخرا تخضع للعلاج بالمستشفى.