أدخلت مشاركةنقيب الصحافيين المغاربة يونس مجاهد مؤخرا في مؤتمر نقابي للصحفيين التونسيين غارق في كثير من الصراعات الداخلية في مستنقع من الجدل جعلته من حيث لايدري موضع اتهامات من طرف عدة مواقع إعلامية تونسية وتساؤلات من طرف الصحافيين المغاربة. "" أكاد أجزم أن فئة قليلة من المهتمين بالشأن الإعلامي العربي والمغاربي على الخصوص كانوا متابعين أو مهتمين بأزمة التمثيلية التي تنخر نقابة الصحفيين التونسيين بين أطراف تصف نفسها بالمستقلة وأخرى انقلبت على القيادة الحالية وتتهم بأنها موالية للسلطة التونسية لسبب بسيط هو أن هذه الانشقاقات النقابية والحزبية تثير في الكائن العربي غثيانا يصر على تفاديه بدواء اللامبالاة. لكن مشاركة مجاهد في مايسمى بالمؤتمر الاستثنائي لتلك النقابة بشكل أيد من خلاله ضمنا وحضورا من يصفهم العديد من الإعلاميين التونسيين ب"الانقلابيين" أثار ضجة كبيرة أججتها مبرراته في مداخلته بشأن الموضوع حفي فقرة الحصاد المغاربي على قناة الجزيرة. ففي الوقت الذي نأت الكثير من الجهات النقابية الإعلامية العربية والدولية ، ممثلة في جمعية الصحفيين بالإمارات والاتحاد الدولي للصحفيين ، الانحياز لطرف معين في تلك الأزمة ، لم يتردد مجاهد في تقديم مبررات واهية حول موقفه لطرف معين خلال تلك المشاركة أدخلته في تناقضات ذاتية أو حتى مع الاتحاد الدولي للصحافيين الذي اعتبرت أن موقف مجاهد لايعنيه وأن مشاركته تمت بشكل شخصي. والأكثر من ذلك فإن الكثير من الصحفيين المغاربة العاملين في مؤسسات إعلامية عربية رائدة ، وجدوا حرجا كبيرا في الرد على تساؤلات زملائهم التونسيين حول الأسباب والمبررات المقنعة وراء مشاركة مجاهد وموقفه في ذلك المؤتمر الاستثنائي ودعمه لما يصفونه ب"قيادة النقابة الانقلابية المقربة من السلطة "، وهم الذين يقولون لنا دائما أننا نشم في الجرأة الجديدة للإعلام المغربي المستقل نسمة هواء نفتقدها. الأدهى من ذلك أنهم وصفوا موقف مجاهد ب"الغباء السياسي" مدللين على ذلك – حسب قولهم- بأن كثيرا من الصحفيين التونسيين "البارزين المقربين من السلطة" كانوا " أذكى" منه لأنهم اتخذوا موقفا محايدا في انتظار وضوح الصورة ليركبوا خيولهم. لذلك فإننا نتساءل ما هي الحسابات التكتيكية لمجاهد في اتخاذ هذا الموقف وهو الذي يسوف مجرد " الترخيص" بإصدار بلاغ من لنقابة الصحافة المغربية لاطلاع الرأي العام على عملية التشريد التي قام بها المدير العام لوكالة المغرب العام للأنباء علي بوزردة في حق أعضاء مكتب النقابة بالوكالة وتشتيت أغلبية أعضاءها " عمدا" بمكاتب الوكالة داخليا وخارجيا بعيدا عن أسرهم ، وأكثر من ذلك رفض استقبال مجاهد حول الموضوع، ألم يكن أحرى من المشاركة في "صداع" تونس اتخاذ موقف ولو رمزي لرد الاعتبار لزملاء لاماب والنقابة على التنكيل بهم. صراحة إننا كصحفيين مغاربة يحز في قلوبنا كثيرا أن نقرأ كيل الصحفي التونسي خالد بن مبارك انتقادات للزميل مجاهد على موقفه السابق من قبيل " من هو هذا المدعو مجاهد، بل كيف يمكن أن يكون نقيبا على صحافيين من أمثال خالد الجامعي ، ولمرابط ، إنه شيء مبتذل". إن هذه الحادثة وغيرها تثير تساؤلات منطقية على مواقف النقابة المغربية للصحافة المغربية وآليات اتخاذ القرارات فيها ، وعلاقة ذلك بالمصالح المشتبكة لعدد من قياديها بمسؤولي المؤسسات العاملين فيها ، لأنه أحيانا يستغرب المرء العادي كيف يمكن أن يكون الإنسان مسؤولا إداريا على علاقة ومصلحة مباشرة مع المسؤول الأول في مؤسسة إعلامية، رئيس التحرير المركزي بوكالة المغرب العربي للأنباء نموذجا، ونقابي يتموقع في المكتب الوطني للنقابة في مسؤولية حساسة، أمين الصندوق، هل يكون في ذلك ربط بنيوي بين العمل النقابي والتنقيب ... عن المصالح الشخصية، أتمنى أن أكون مخطئا.