عرب أغلبية وزراء الصحة بدول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن دعمهم لتوسيع المناطق التي يُمنع فيها التدخين في محاولة للحد من الوفيات بمرض السرطان. وامتنعت ألمانيا، التي تعد من الدول الأوروبية التي تطبق أضعف القيود على التدخين، عن التصويت في بروكسل على التوصيات غير الملزمة. وتهدف القواعد الجديدة إلى تقييد التدخين في الأماكن العامة، حيث يجتمع الأطفال والأشخاص الآخرون الأكثر عرضة للخطر في الأماكن المفتوحة؛ مثل الملاعب والمتنزهات وحمامات السباحة العامة وساحات المطاعم المفتوحة ووسائل النقل العام. كما تستهدف التوصيات منتجات التبغ الناشئة؛ مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الساخنة، لردع الشباب عن التدخين. وجاء في بيان صحافي للاتحاد الأوروبي أن تقليص التعرض للتدخين السلبي والجزيئات الصغيرة يعني توفير حماية أفضل لغير المدخنين. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت تعديل القواعد الحالية المعمول بها منذ عام 2009، بسبب وفاة نحو 700 ألف شخص سنويا في الاتحاد الأوروبي جراء تناول التبغ، وفقا لما قاله أوليفر فارهيلي، المفوض الأوروبي لشؤون الصحة، قبل التصويت. وحسب إحصاءات الاتحاد الأوروبي، فإن ربع حالات الوفاة بسبب السرطان بالاتحاد الأوروبي وإيسلندا والنرويج يمكن إرجاعها إلى التدخين؛ وهو ما يجعل التبغ المسبب الرئيسي للإصابة بالسرطان. وتعد السياسة المتعلقة بالصحة من اختصاص كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي؛ مما يعني أن التوصيات الجديدة غير ملزمة، وتتمتع العواصم بالحرية في تطبيقها أم لا. وقال توماس شتيفين، وكيل وزارة الصحة الألماني، إنه امتنع عن التصويت، على الرغم من دعم القواعد الأكثر صرامة، بعدما اعترضت 16 ولاية مسؤولة عن التشريع المتعلق بالقيود على التدخين على القواعد الجديدة. وأثار التصويت جدلا في ألمانيا ودول أخرى، في ظل مخاوف من تطبيق حظر كامل على التدخين. وأكد يوهانس راوخ، وزير الصحة النمساوي، أن القواعد الجديدة غير ملزمة، لدى وصوله اجتماع الوزراء؛ ولكنه أعرب عن دعمه لها. وقال: "من الصعب أن نفهم لماذا يتم ترك أعقاب السجائر في ملاعب الأطفال، في الوقت الذي نعلم فيه أنها تحتوي على مواد ضارة تمثل خطورة على الأطفال الصغار الذين يزحفون على الأرض". كما اتهم وسائل الإعلام الشعبية بإثارة الجدل. وقال: "أريد أن أقول بوضوح إن الأخبار المزيفة تنتشر"، مضيفا أن النمسا نفذت بالفعل الكثير من التوصيات الجديدة قبل التصويت.