علمت هسبريس من مصادر مطلعة أن التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية همت قائمة بأسماء المدعوين إلى الحفل الباذخ الذي شهد اغتصاب محامية فرنسية متدربة، والاعتداء على خطيبها المغربي، من قبل أبناء رجال أعمال مشهورين، موضحة أن القائمة تضمنت هويات أبناء وبنات عائلات نافذة وشهيرة، شملتهم الأبحاث وجرى الاستماع إليهم بشأن تفاصيل الحفل المذكور، الذي تلقوا دعوة اسمية لحضوره، جرى التثبت منها على بوابة الفيلا من قبل حراس للأمن الخاص. وأفادت المصادر ذاتها بأن تحقيقات الفرقة الوطنية توقفت عند تفاصيل بشأن تنظيم الحفلات الصاخبة الخاصة، تحديدا تلك التي يشرف عليها المتهم الرئيسي "ك.ب"، موضحة أن إفادات مدعوين كشفت سعي عدد كبير من أبناء النافذين والمشاهير، وحتى الأشخاص العاديين، إلى حضور حفلات المعني بالأمر، إذ يلجأ بعضهم إلى وساطات من أجل تأكيد حضورهم، وتضمين أسمائهم ضمن قائمة المدعوين، مشددة على أنه موازاة مع التحقيقات الجارية تصاعدت مخاوف عائلات نافذة وثرية من مجتمع "أنفا العليا" (Anfa superieur) من تسريبات محتملة لهويات أبنائها وبناتها، بعد كشف أسماء المتهمين الرئيسيين في الملف للرأي العام، خصوصا بعد تداول نسخة من محضر استماع الشرطة الفرنسية للضحية. وأكدت مصادر هسبريس، أيضا، أن الحفل المنظم من قبل المتهم الرئيسي في الملف جرى تأمينه بشكل مسبق لتفادي دخول أي شخص غير مدعو أو غير مرغوب في حضوره، وذلك من قبل حراس أمن خاص تفرقوا في مناطق مختلف من الفيلا، موضحة أنه، بالإضافة إلى حارسين عند البوابة الرئيسية، تمركز حارس عند مدخل مرأب السيارات، بينما ظل حارس رابع، وهو المستشار الجماعي المتابع رفقة أبناء رجال الأعمال الثلاثة، يتجول داخل فضاء الحفل بين المدعوين، حيث زعم خطيب المحامية الفرنسية في شكايته أنه من تولى الاعتداء بالضرب، وتسبب للمشتكي في كسور على مستوى الأضلاع وإصابات في الرأس. وأحال الوكيل العام للملك لدى استئنافية الدارالبيضاء، السبت الماضي، المتهمين الأربعة "ك.ب" و"ا.ل" و"س. س"، إضافة إلى مستشار جماعي، على قاضي التحقيق لاستكمال البحث في تهم ثقيلة موجهة إليهم، شملت على الخصوص تكوين عصابة إجرامية والاغتصاب والاختطاف والاحتجاز، قبل أن يتم إيداعهم سجن "عكاشة" في انتظار استكمال الإجراءات القانونية الجاري بها العمل، علما أن المحامية الفرنسية كانت سجلت شكاية لدى مصالح الشرطة القضائية بباريس، اتهمت فيها منظم الحفل باغتصابها باستخدام مخدر "GHP"، وأدلت بشهادات طبية تثبت الاغتصاب، فيما تأكد تعاطيها الكوكايين في أحد الاختبارات الطبية. وكشفت مصادر هسبريس سعي آباء متهمين بين الأربعة المتابعين إلى التوصل لحل ودي مع الضحية، وقالت إن أحد المتهمين كان قد مر بتجربة مماثلة سابقا، بعدما اعتدى على شخص بالضرب وتسبب له في جرح غائر في مطعم يملكه، حيث جرى التكفل بعلاج المصاب وإجراء عملية تجميل له، قبل تعويضه بمبلغ مالي مقابل التنازل عن شكايته.