ضمنها احترام السيادة المتابدل.. الملك وماكرون يوقعان على إعلان الشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المغرب وفرنسا    لماذا ظهر الملك محمد السادس مستعيناً بعكاز طبي أثناء استقباله لماكرون؟    نقابة عمالية تجدد رفض "تكبيل الإضراب"    البواري: مخطط "المغرب الأخضر" يضمن تموين الأسواق.. وأسعار اللحوم مستقرة    وزيرة الاقتصاد: الحكومة لا تُنكِر غلاء الأسعار.. والالتزام قائمٌ بإصلاح التقاعد    منصة "إكس" تعلق حسابا ينشر باسم المرشد الإيراني الأعلى    الكرة الذهبية: لا يمكن معرفة هوية الفائز    نشرة انذارية جديدة تهم عدد من المناطق من بينها الحسيمة والدريوش    خطاب الكراهية يحيل المالكي على القضاء    إطلاق حملة لاستدراك تلقيح الأطفال    مركب صيد ينتشل جثة بشرية بساحل الحسيمة    الداخلة.. اكتمال عدد المؤهلين إلى المسابقة الوطنية والدولية للصيد السياحي الرياضي    "لوموند": الجزائر مستاءة من التقارب المغربي الفرنسي.. والرباط نجحت في اختبار القوة الذي فرضته على باريس    بوادر انفراج الأزمة .. تفاصيل أول لقاء لميداوي والتهراوي مع طلبة الطب    لوديي يستقبل بالرباط وفدا من الكونغرس الأمريكي    "مانشستر يونايتد" يقيل مدربه الهولندي    قاضي الجلسة يطرد حميد المهداوي من قاعة المحكمة    الناظورية كوثر بعراب تفوز بالميدالية الذهبية في البطولة الوطنية للكيك بوكسينغ    الكوليرا تودي بحياة أكثر من 100 شخص في تنزانيا خلال 10 أشهر    الفنان زكرياء الغافولي يصدر أحدث أعماله الغنائية المصورة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    أخبار الساحة    مطارات المغرب تسجل رقما قياسيا بأزيد من 24 مليون مسافر خلال 9 أشهر    إحالة إلياس المالكي على وكيل الملك بتهمة "تسويق خطاب الكراهية"    تقرير: جهة طنجة تسجل إحداث أكثر من ألف مقاولة كل شهر    مقاييس التساقطات المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    تقرير: ارتفاع المخزون المائي إلى 918 مليون متر مكعب بشمال المغرب    الملك يشيد بالصداقة والتعاون مع التشيك    سعيدة فكري ترد على إتهامات رفضها الغناء أمام جمهور أكادير        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ارتداء لباس قاتم ومنع الهواتف.. هذه هي تدابير حضور البرلمانيين لخطاب الرئيس ماكرون    تازة: دار الطالب والطالبة أمسيلة تجسيد بارز لانخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بخدمات مؤسسات الرعاية الاجتماعية    الاحتفاء بالأديب محمد برادة في 24 مدينة تكريم لستة عقود من العطاء الأدبي والفعل الثقافي    آخر اختيار يواصل التألق والفاسي تظفر بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان دولي في الكاميرون    وفاة طالب بكلية الطب بمراكش تثير قلقا حول الأوضاع النفسية والخدمات الصحية    يونايتد إيرلاينز تطلق أول خدمة مباشرة على الإطلاق بين مراكش ونيويورك/نيوارك    جنوب إفريقيا تقدم اليوم ملفا ل"العدل الدولية" لإثبات اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة    أسعار الصرف .. الأورو والدولار تحت المجهر أمام الدرهم    العراق يحتج على استخدام إسرائيل أجواءه لمهاجمة إيران    المغربي يونس الخمليشي يفوز بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات    خارجية إيران تتوعد إسرائيل ب "رد حازم"    "سبيس إكس" الأمريكية تطلق 22 قمرا صناعيا جديدا إلى الفضاء    ترامب يسعى ليكون الرئيس الأمريكي الثاني الذي يعود إلى البيت الأبيض بدورتين غير متتاليتين    مقترح مصري لوقف موقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات بالدوحة أملا في إنهاء الحرب    هناك أرضية خصبة لإنضاج مشاريع سينمائية مشتركة بين المغرب وموريتانيا (سينمائيون)        في مواجهة عرفت طرد أمين حارث.. باريس سان جيرمان يكتسح مارسيليا بثلاثية    إعادة انتخاب المدير العام للمغربية للألعاب والرياضة نائبا لرئيس الجمعية العالمية لليانصيب    حظوظ وزير الصحة والحماية الاجتماعية لبلوغ الغايات والأهداف المنشودة    عضة بسيطة من كلب أليف "كانيش" تتسبب في وفاة شاب    الصحة العالمية تحذر: أعراض ارتجاج المخ قد تتأخر في الظهور        مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    الملك محمد السادس: المغرب ينتقل من رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية في ملف الصحراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماكرون في المغرب.. مسار جديد للعلاقات الثنائية يرسم ملامح المرحلة المقبلة
نشر في هسبريس يوم 28 - 10 - 2024

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى المغرب تستمر حتى 30 أكتوبر، بدعوة من الملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع الشراكة في مختلف المجالات، لا سيما في ضوء الاعتراف الفرنسي في يونيو الماضي بمبادرة الحكم الذاتي كحل للنزاع المفتعل على الصحراء المغربية.
ويؤكد خبراء أن الزيارة من شأنها رسم مسار جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين، مع التركيز على بناء شراكة متجددة تمتد للسنوات المقبلة.
محيط جيو-سياسي جديد
الموساوي العجلاوي، خبير في العلاقات الدولية أستاذ باحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، قال: "منذ ثلاث سنوات كانت العلاقات متوترة بين الطرفين وكانت هناك مزايدات من الجانب الفرنسي، لكن بعد الرسالة الملكية هذه محطة أساسية أيضا يمكن ربطها مع هذه الزيارة للتأكيد على أن العلاقات المغربية الفرنسية تسير نحو أفق دبلوماسي وسياسي جديد".
وأضاف العجلاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن الزيارة المرتقبة تطرح أفقا جديدا "إن على مستوى العلاقات البينية بين فرنسا والمغرب، أو على مستوى ما يمكن أن تقدمه وما سيتبعها من إمكانات للتأثير أو لخلق محيط جيو-سياسي جديد يربط بين باريس وداكار مرورا بنواكشوط والرباط ومدريد وفرنسا، بحاجة إلى هذا العمق الإفريقي والى هذا المجال الجيو-سياسي".
وأوضح العجلاوي أن الزيارة من شأنها أن "تعلن عن ملامح المرحلة المقبلة"، مذكرا بأن "الوفد المرافق لماكرون يضم كلا من الجانب الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والإنساني، وفد كبير من ذوي الجنسيات المزدوجة او الأصول المغربية سيرافقون ماكرون، إذن هو إعلان من لدن فرنسا عن انتقال العلاقات المغربية الفرنسية إلى مستوى جديد".
الموقف من الصحراء
عودة إلى الخطاب الملكي الذي أكد أن المغرب ينظر إلى بناء أي علاقة استراتيجية من خلال الموقف من الصحراء، قال العجلاوي: "بطبيعة الحال، رسالة ماكرون إلى الملك كانت واضحة في الدعم والاعتراف بالسيادة المغربية، وإلى حد الآن بعد الاعتراف الأمريكي الذي قام به ترامب، الموقف الفرنسي هو الأوضح على مستوى الغرب".
واستدرك: "لكن يبقى مطروحا سؤال فتح القنصلية، إذ لتأكيد هذه الرسالة لا بد من فتح قنصلية سواء في العيون أو الداخلة، إلى حد الآن يقولون إن ذلك مرتبط بالحوار الذي سيجري بين الملك وماكرون".
وأكد العجلاوي أنه "مهما يكن من أمر، نحن نحو أفق دبلوماسي وسياسي جديد بين المغرب وفرنسا".
من جانبه، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "الزيارة من شأنها أن ترسم معالم العلاقات المغربية الفرنسية خلال العقود المقبلة"، مؤكدا أن "ما حدث يشكل منعطفا أساسيا في هذه العلاقات سواء الثنائية أو على مستوى علاقات فرنسا بمنطقة شمال غرب إفريقيا".
وأضاف الحسيني، ضمن تصريح لهسبريس، أن "الرئيس الفرنسي سبق ضمن رسالته أن وضع الخطوط الأولى لهذه الزيارة وما سيأتي فيما بعد، بحيث وصف الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء بأنه في تطبيق الحكم الذاتي، بل ذهب إلى تقديم اعتراف صريح بمغربية الصحراء عندما قال إن حاضر منطقة الصحراء ومستقبلها لا يمكن أن يندرج إلا في ظل السيادة المغربية، وأظن أن هذا من الأسباب التي جعلت العاهل المغربي ينوه برسالة ماكرون، بل ويوجه إليه الشكر من أعلى قبة البرلمان بمناسبة افتتاح أشغال الغرفتين".
مجالات متنوعة
واعتبر الحسيني أن "هذه الزيارة جاءت لتعبر عن هذا التعاطف القوي بين رئيسي الدولتين، وهي بالتأكيد زيارة دولة التي تعني الكثير ضمن المصطلحات الدبلوماسية، وزيارة دولة مطبوعة بوجود فريق ضخم من الوزراء والمسؤولين يصل إلى مائة شخص، بينهم تسعة وزراء، على رأسهم وزراء السيادة، بما في ذلك الداخلية والخارجية والدفاع ورئيس الأركان، وهذا يعني أن التوافقات التي ستتحقق خلال هذه الزيارة ستعرف كل المجالات الممكنة لتطوير العلاقات الثنائية".
وأردف قائلا: "بالتالي، سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى الثقافي أو مستوى الدفاع، هناك مشاريع كبرى تنتظر الطرفين، وهي مشاريع لا تقوم على مفهوم المساعدة أو الدعم فقط، بل كذلك على مبدأ المصالح المشتركة ورابح-رابح؛ لأن المغرب يعتبر أن علاقاته مع فرنسا في المستقبل ينبغي أن تكون قائمة أساسا على الندية وعلى المصالح المشتركة".
وتابع: "بطبيعة الحال هذا هو الذي يدعم هذه العلاقات بشكل أفضل؛ لأنه ربما العلاقات القائمة على المساعدة قد يظهر فيها نوع من الهيمنة والتسلط، وهذه أشياء أصبح المغرب يرفضها، فهو ينوع شراكاته عبر العالم، وهو يعتبر فرنسا فعلا طرفا رئيسيا في هذه المعاملة ولكن في هذا الإطار بالتأكيد".
وعلى المستوى الاقتصادي، ذكر الحسيني بأن الرئيس الفرنسي سبق أن أعلن أن "بلاده سترافق المغرب في استعداداته لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم وأيضا في الاستعدادات لكأس العالم لسنة 2030، ناهيك عما ورد في الرسالة من كون المشاريع التي ستعرفها الصحراء ستكون فرنسا طرفا فيها".
وتحدث الحسيني عن "شركات كبرى في ميدان الدفاع والميدان العسكري، المغرب في حاجة إلى فرقاطات جديدة ويتوفر على فرقاطتين من فرنسا، ولكن هناك طلبا على فرقاطة جديدة أخرى أو حتى فيما يتعلق بالغواصات".
وأضاف: "حتى على المستوى الاقتصادي الشامل، ربما المغرب الآن مهيأ ليكون مصدرا أساسيا في هذه المنطقة للطاقات المتجددة والنظيفة، وأخص بالذكر الطاقات الشمسية؛ لأن المغرب يتوفر الآن على أكبر محطة في العالم في هذا المستوى، هي: نور، كما أنه يركز على الطاقة الريحية في عدة مناطق، وأيضا على الهيدروجين الأخضر، وأنتم تعلمون أن الهيدروجين الأخضر أصبح الآن مثار اهتمام السلطات المغربية، إذ حددت المواقع في المناطق الجنوبية لتقديم العروض الدولية، وأظن أن فرنسا ستكون سعيدة بالمشاركة في هذا المشروع".
وفيما يهم الميدان الثقافي، قال الحسيني إنه "هو الآخر سيعرف تطورات مهمة؛ لأن من بين الأشخاص الذين سيرافقون الرئيس الفرنسي مواطنون مغاربة أصلا، مثلا السيدة رشيدة داتي، وزيرة الثقافة، خاصة أن هناك رغبة للاندماج أكثر للمغرب في مجال الفرنكوفونية وإعادة الاعتبار للغة الفرنسية في العديد من المستويات، ثم كذلك الطاهر بن جلون الذي هو من أكاديمية جونكور وشخص مغربي يرافق الرئيس الفرنسي في إطار هذا التنويع الثقافي والتطور المنهجي على المستوى الحضاري والثقافي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.