"تُركيَا تَفتخرُ بِكَ".. هكذا ردّد حشد كبير من أنصار رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، أثناء حضورهم للاستماع إلى خطاب الزعيم التركي، الذي ألقاه اليوم أمام كتلة حزبه في البرلمان بالعاصمة أنقرة، حيث خصص كلمته للرد على القوى المعارضة لحكومته، خاصة جماعة فتح الله غولن، والتي توعّدها بالتصدّي الحاسم والمحاسبة في الوقت المناسب. أردوغان، الذي تحدث لأزيد من ساعة أمام نواب حزب العدالة والتنمية البالغ عددهم 327 نائبا من أصل 550، بدا غاضبا من جماعة فتح الله غولن، التي يصفها ب"التنظيم الموازي" للدولة، معتبرا أن هذا الأخير "استغل الدين لخداع الأتراك"، مشيرا إلى أن فضيحة تورط أتباع من الجماعة المُتغَلغِلِين داخل مؤسسات الدولة، في التنصت على شخصيات تركية كبيرة، "هجومٌ حقيرٌ على رئاسة وزراء الجمهورية التركية، وليس على رجب طيب أردوغان". وزاد أردوغان توضيحا بالقول إن عملية التنصت على اتصالات حوالي 7 آلاف تركي، هي علمية ابتزاز "يريد التنظيم الموازي استغلالها في التوقيت المناسب"، مضيفا "لن تستطيعوا النيل من حزب العدالة والتنمية بابتزازنا عبر التسجيلات الصوتية". هجوم أردوغان العنيف نال أيضا حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي قال إنه كان حاضرا في الحكومات السابقة دون أن يشرك الحكم مع الأتراك، مردفا "إننا في الحزب لم نشترك مع أي عصابة في إدارتنا للحكم في تركيا"، موضحا أن المعارضة السياسية واللوبي الاقتصادي اجتمعوا على الحكومة فيما أسماها "مؤامرة 17 دجنبر"، التي اتُّهِم فيها أبناء وزراء بالفساد المالي. أردوغان تحدث كثيرا، في كلمته، التي كانت تقطعها تصفيقات الحاضرين وهتافات الأنصار، عن "الانقلاب"، "المسؤولون عن انقلاب 12 شتنبر 1980 تم تقديمهم للمحاكمة بعد 30 سنة، والمتورطون عن انقلاب 28 فبراير 1997 قدموا أيضا بعد 15 عاما للعدالة"، مضيفا أن من وصفهم بمنفذي "انقلاب 17 دجنبر 2013" "لن يطول موعد حسابهم". واعتبر زعيم حزب المصباح التركي أن تلك "المؤامرات" مرّت في تاريخ تركيا القديم، "أما في تركيا الحديثة، فلا قيمة لتلك المؤامرات لأن الكلمة والسلطة بيد الشعب"، مشيرا إلى أن حملة الاعتقالات التي أعقبت اتهام سياسيّين وحكوميّين بالفساد في 17 دجنبر المنصرم كانت تهدف للإطاحة بحزب العدالة والتنمية وإنعاش اللوبي الاقتصادي "المتآمر"، وتقوية "الكيان الموازي" للدولة. رسائل أردوغان لمعارضيه حملت وعيدا بفتح التحقيقات في ملابسات عمليات التنصت والكشف عن حقائق من أسماهم المتآمرين، في الأيام العشرة القادمة، "إنها معركة استقلال، ولن نتردد لحظة واحدة في أن نقدم أرواحنا في سبيل استقلالنا والحفاظ على قوة إرادة الشعب"، مضيفا "لن نصمت ولن نخاف.. وسنتصدى لكل من شارك في تلك الجرائم اللاإنسانية الدنيئة". الانتخابات المحلية التي ستعرفها تركيا في 30 مارس القادم، كان لها حظ من خطاب رئيس الوزراء التركي، الذي قال إن الأتراك ينتظرون "بفارغ الصبر والحماسة" ذلك الموعد، مشيرا إلى الانتخابات تبقى أكبر رد شعبي على الافتراءات والمحاولات الإنقلابية.