في إطار مواكبتها وانخراطها ضمن مبادرة العام الثقافي قطر-المغرب، وسعيا منها لتعريف الأطفال والناشئين المغاربة بالثقافة القطرية تزامنا مع تعريف أقرانهم القطريين بالثقافة المغربية، أبت مبادرة "قطر تقرأ" من مكتبة قطر الوطنية إلا أن تلم عددا من الأطفال المغاربة، بفضاء المعارض بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، من أجل الاستماع إلى عرض حول قصة "حي بن يقظان"، ومهره بتوزيع حزم تضم هذه القصة إلى جانب قصص أخرى، ستكون عيونهم على الدولة الخليجية. المحفل الثقافي الذي نظمته المبادرة بشراكة مع المكتبة الوطنية المغربية ووزارة الثقافة والشباب والتواصل، شهد تقديم سليماني عبد الله، محافظ مكتبة عمومية بقطاع الثقافة بالمغرب، عرضا للحكي بتقنية "الكاميشباي اليابانية"، (التي تعني مسرح الورق) حول القصة سالفة الذكر من تأليف الكاتبة القطرية أسماء الكواري ورسوم الفنانة مليحة الأحمدي، وهي مستوحاة من القصة الفلسفية الخالدة "حي بن يقظان" للفيلسوف والطبيب الأندلسي ابن طفيل، وتهدف إلى "دعوة الناشئة لاستكشاف موضوعات البحث عن الذات، والمعرفة، والعلاقة بين الإنسان والطبيعة". وغداة هذا العرض الذي غاص فيه السارد بحفنة من الأطفال المغاربة وعموم الحضور في تفاصيل قصة "حي بن يقظان" دون أن يغفل تعريفهم بسيرة ابن طفيل من ميلاده بالأندلس إلى وفاته بالمغرب مرورا بمختلف مراحل اشتغاله بالبلاط الموحدي بمراكش طبيبا فوزيرا...، سلّم الكاتب الأول للسفارة القطرية بالمغرب، عبد الرحمان العطية، بمعية فاطمة المالكي، مديرة مبادرة "قطر تقرأ"، وندى باهزادي، مسؤولة برامج بالمبادرة، حزما تحتوي كل واحدة منها على نسخة من هذه القصة وقصة "حياكم" القطرية للأطفال المستفيدين من هذا العرض، وهم جزء من 1000 طفل مغربي سيستفيدون من هذه الحزم بنهاية السنة، مقابل توزيع حزم تضم قصصا مغربية على أقرانهم القطريين. وأهدى المسؤولون القطريون، على هامش هذا الحدث، المكتبة الوطنية للمملكة المغربية نسخا من قصة "مريم في المغرب" التي أصدرتها المبادرة القطرية، وتحكي عن قصة طفلة قطرية خاضت تجربة زيارة المملكة واستكشاف ثرائها وغناها الثقافي. "تبادل ثقافي" وفعاليات "قطر تقرأ" التي شهدتها مجموعة من المكتبات بالمدن المغربية، تندرج، وفق فاطمة المالكي، مديرة مبادرة "قطر تقرأ" من مكتبة قطر الوطنية، "ضمن مبادرة العام الثقافي قطر-المغرب التي تركز على تعزيز التبادل الثقافي بين الرباطوالدوحة"، مبرزة أن "توزيع المبادرة ألف حزمة تتضمن قصة "حي بن يقظان" وقصة "حياكم" التي تعرف بقطر ومآثرها التاريخية والثقافية وتاريخها، يتم تزامنا مع توزيع ألف ظرف آخر يضم قصصا مغربية على الأطفال القطريين المنخرطين في مبادرة قطر تقرأ". وشرحت المالكي، في تصريح خصت به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الهدف الذي تتوق هذه المبادرة إلى تحقيقه، هو تمكين الأطفال المستفيدين المغاربة وغيرهم، الذين تتراوح أعمارهم من ثلاث إلى 13 سنة، من زيارة أماكن جديدة واكتشاف ثقافات أخرى من خلال الكتاب، وغرس حب المطالعة في نفوسهم"، موضحة أن "هذا الأسبوع هو الأول الذي تقام فيه المبادرة بالمغرب، وشهدت جلساته، إضافة إلى تقديم الحزم سالفة الذكر، عروضا للحكي وورشا فنية ومسرحية". وجوابا عن سؤال لهسبريس حول الهدف من اختيار قصة "حي بن يقظان" على وجه التحديد، أوضحت المالكي أن "هذا الاختيار يأتي ضمن حملة [كتاب واحد مجتمع واحد] التي تقوم من خلالها المبادرة بانتقاء كتاب من الأدب العربي العريق لإشعال حب الأدب في صفوف الأطفال والكبار العرب، على أن التركيز في مبادرة أعوام الثقافة انصب على تحويل نسخ هذه الكتب إلى قصص لاستهداف فئة الأطفال فحسب". من جانبها، أكدت ندى علي باهزاد، مسؤولة برامج في مبادرة "قطر تقرأ" التابعة للمكتبة الوطنية، أن "الحزم الموزعة ضمن هذه المبادرة، التي تتضمن كتبا وقصصا مصورة، تصبو إلى الغوص بالأطفال المغاربة في ثقافة قطر، وبأشقائهم القطريين في ثقافة المغرب". وأضافت باهزاد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "جميل أن نرى التبادل الثقافي بين قطر والمغرب، وجميل أيضا أن نجد، كما التقطنا من خلال زيارتنا للمكتبة الوطنية بالرباط، حب الأطفال المغاربة للقراءة وقدرتهم على الابتكار والإبداع وخلق أغان ومسرحيات من خلال قراءة قصة مستوحاة من نص فلسفي عريق كتبه ابن طفيل قبل نحو 800 سنة من الآن". "مبادرة مهمة" من جانبه، قال محمد الطويل، رئيس مصلحة البرمجة والتدخلات التقنية بمديرية الكتاب بوزارة الثقافة والتواصل، إن "المغرب رابع دولة تستضيف مبادرة قطر تقرأ، وذلك في سياق عام الثقافة المغرب-قطر"، مبرزا أن "هذا النشاط يختم أسبوعا من أنشطة هذه المبادرة بالمغرب، التي همّت أساسا توزيع العديد من القصص التي أصدرتها مكتبة قطر الوطنية، من بينها قصة حي بن يقظان لابن طفيل، على الأطفال بالعديد من المكتبات الوطنية المغربية لغرس ثقافة القراءة في نفوسهم، وتعريفهم بثقافة هذه الدولة الخليجية تزامنا مع إبحار أطفال قطريين في ثقافة المغرب من خلال مبادرات موازية تستضيفها الدوحة". وذكر الطويل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه المبادرة المهمة التي أضفت دينامية وحيوية على القطاع الثقافي بالمملكة المغربية، شهدت خلالها مجموعة من المكتبات بمدن مغربية كالجديدة والقنيطرة وغيرهما، أنشطة وعروضا مسرحية وتشكيلية مختلفة، ساهم فيها أطر مغاربة من الوزارة. ولقد كانت أيضا فرصة مهمة لاستفادة الأطفال المغاربة من هدايا في صيغة كتب وقصص مصورة".