خرج مُحتجّون مغاربة في وقفة، اليوم، أمام السفارة الفرنسية بالرباط للتنديد بالكلمات الجارحة والعبارات المهينة، المنسوبة لفرانسوا ديلاتر، سفير فرنسا بواشنطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي شبه المغرب ب"العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها". وطالب المحتجون، في الوقفة التي دعا لها حزب الاستقلال، وامتدت على طول شارع عقبة بن نافع بحي أكدال، السلطات الفرنسية بالاعتذار للشعب المغربي على ما اعتبروه "إهانة لحقت بالمغاربة جراء التصريحات التي وصفوها بغير المسؤولية من دبلوماسي لواحدة من أبرز شركاء المغرب الأوربيين. عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال الداعي للاحتجاج، قال في تصريح لهسبريس، إن "الوقفة تعبير عن موقفنا الرافض للسلوكات والعبارات المنحطة التي تم توصيف المغرب بها في الأيام الأخيرة، من قبل ممثلين للدبلوماسية الفرنسية، والتي إلى اليوم لم تقدم بعد على تدابير جدية للاعتذار للمغرب". وأبدى بنحمزة أسفه لما اعتبره "محاولة بعض الأصوات نسف هذه الوقفة الشعبية بنشر إشاعة أنها ممنوعة، للحد من التوافد الجماهيري الكبير"، مبرزا أن "التظاهرة الحضارية تعبر على أن كرامة المغرب خط أحمر، ولا يمكن التساهل إطلاقا مع أية جهة تريد أن تحط من كرامة المغرب والمغاربة". ورفع المحتجون، الذين جاؤوا من المدن القريبة للعاصمة الرباط، شعارات مطالبة برحيل السفير الفرنسي في المغرب، من قبيل "الشعب يريد رحيل السفير"، إذا لم تقدم حكومة باريس اعتذارا للشعب المغربي على ما نسب لمسؤوليها الذي تزامنت تصريحاته مع شكاية وضعت ضد المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني حول تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب. "هذا عيب هذا عار كرامة المغرب فوق كل اعتبار"، واحد من الشعارات التي ترددت كثيرا في الوقفة التي دامت لقرابة ساعة ونصف، وحضرتها العشرات من الجمعيات من مدن الرباط وسلا وفاس والبيضاء، حيث غصت جنبات السفارة بالعديد من الحافلات التي نقلت المحتجين. وعبر العديد من المشاركين في الوقفة عن امتعاضهم الشديد من "التصريحات التي أهينت فيها كرامة المغاربة"، مطالبين "الحكومة الفرنسية بمراجعة التصريحات التي مست جميع المغاربة، والاعتذار للشعب المغربي، وإعفاء السفير المعني من مهامه".