الناصري : إجراء استقراء للرأي حول شخص الملك أمر يتنافى مع قدسية ومكانة المؤسسة الملكية "" (ومع) قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، أول أمس الاثنين، إن إجراء استقراء للرأي حول شخص الملك وجعله موضوع نقاش سياسي في الساحة العمومية، أمر يتنافى مع قدسية ومكانة المؤسسة الملكية. وأوضح الناصري، في حديث لقناة (فرانس 24) عبر الأقمار الاصطناعية من الرباط، في معرض رده على سؤال حول حجز العددين الأخيرين من أسبوعيتي (تيل كيل) و(نيشان)، أن "عدم وجود قانون ينظم استطلاعات الرأي لا يحول دون وجود قوانين أخرى، فهناك قانون أسمى هو الدستور الذي يحرم المساس بالاحترام الواجب لشخص الملك، وهناك قانون الصحافة الذي لا يبيح بدوره الإساءة إلى المؤسسة الملكية". وأشار إلى أن القضايا الأخرى تظل "مباحة وتتعامل معها الصحافة بكل ما تشاء من الحرية". وأوضح الوزير أن الحجز لا يهم نتيجة هذا الاستقراء ولكن مبدأ تنظيمه حول هذا الموضوع، مؤكدا أنه "لا يمكن ولن نقبل أبدا حتى في المستقبل أن تكون المؤسسة الملكية موضوع استقراء للرأي". واعتبر أن من شأن مثل هذا الاستقراء للرأي "تلويث الحقل السياسي المغربي"، داعيا إلى "ترك المؤسسة الملكية في موقعها الذي يتسم بالحرمة" والمبادرة إلى كل النقاشات وتنظيم استقراءات للرأي في باقي القضايا. وحول إمكانية حجز عدد صحيفة (لوموند) الذي نقل هذا الاستطلاع عن أسبوعية (تيل كيل)، قال السيد الناصري إنه لا يمكن الكيل بمكيالين، فالمقتضيات القانونية الجارية على الصحافة المغربية تسري أيضا على الصحافة الأجنبية الموزعة بالمغرب. وأضاف أنه كلما احترمت الصحافة الأجنبية "ضوابطنا وثوابتنا كلما أتيح لها المجال لتباع بكل حرية، وذلك ما يقع يوميا من خلال فتح الباب لعشرات بل مئات المنابر الصحفية الأوروبية، لكن عندما يتعلق الأمر بالإساءة للمؤسسة الملكية، حتى وإن لم تكن مدبرة أصلا، فذلك لن يسمح لنا بأن نترك هذا العدد من الصحيفة المذكورة" يوزع بالمغرب. وبخصوص قضية الصحراء، قال الناصري إن المغرب سيشارك في اللقاءات غير الرسمية التي ستنعقد هذا الشهر في النمسا، بروح الانفتاح وبنية إيجابية وبرغبة أكيدة للخروج من "أزمة حوار الطرشان الذي ميز المفاوضات بين المغرب و(البوليساريو) لحد الساعة"، معربا عن أمله في أن "تحذو الطرف الآخر نفس الرغبة والانفتاح". وذكر الوزير بمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية الذي تقدمت به المملكة في الوقت الذي يتشبث فيه الطرف الآخر بترديد خطابات الحرب الباردة. من جهة أخرى، أكد الناصري أن المغرب يبذل جهودا كبيرة من أجل تطوير الآليات الإنتاجية والاقتصادية، وأن المملكة حققت نجاحات مهمة في هذا المجال. وأضاف أن المغرب سطر من الناحية الاجتماعية مجموعة من المشاريع التي يجري تنفيذها ويشرف عليها الملك محمد السادس شخصيا، وتبلورت، على الخصوص، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجموعة من الإجراءات الأخرى التي تروم القضاء على الفقر والتهميش.