أولت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتماما بالغا لتطورات المشهد السياسي في مصر، خاصة بعد تقديم رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، استقالة حكومته للرئيس المؤقت عدلي منصور، علاوة على تسليطها الضوء على مستجدات الأزمة السورية في ضوء القرار الأممي الأخير القاضي بدعم وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سورية. وهكذا، خصصت الصحف المصرية حيزا هاما من أعدادها للتعليق على نبأ استقالة الحكومة التي تقدم بها أمس رئيس الوزراء، حازم الببلاوى، إلى رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، والتي شكلت مفاجأة للرأي العام المحلي والدولي. وفي هذا الصدد، تناولت صحيفة (الأهرام) خبر الاستقالة تحت عنوان "الإضرابات والاقتصاد والأمن أطاحت بالببلاوي" مرفقا ب"أنباء عن تكليف إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة". وكتبت صحيفة (الأخبار) تحت عناوين بارزة "أسرار استقالة الببلاوي وتكليف محلب" و"الرئيس اتصل بوزير الإسكان يوم السبت وكلفه شفهيا بتشكيل الحكومة" و"السيسي باق في التشكيل الجديد لحين الإعلان عن موعد الترشح"، أن مصادر رفيعة المستوى كشفت للصحيفة أن الرئيس عدلي منصور أجرى اتصالا هاتفيا بالمهندس إبراهيم محلب يوم السبت الماضي وفاتحه في أمر تكليفه بتشكيل حكومة جديدة. وفي مقال تحت عنوان "استمرار وزراء الداخلية والخارجية والبترول والتعليم والتموين"، أشارت صحيفة (الجمهورية) إلى أن ابراهيم محلب وزير الاسكان في حكومة حازم الببلاوي المستقيلة سيبدأ مشاوراته اليوم فور تكليف الرئيس عدلي منصور له بتشكيل الحكومة الجديدة، مضيفة أن وزراء الداخلية والبترول والتربية والتعليم والتخطيط والتموين والأوقاف والسياحة والتنمية المحلية والخارجية والشباب سيحتفظون بحقائبهم الوزارية في الحكومة الجديدة. أما صحيفة (المصري اليوم) فنقلت عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، في أول رد فعل على استقالة الحكومة قولها إن "الولاياتالمتحدة فوجئت باستقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي"، مؤكدة أنها ستواصل الضغط من أجل "عملية انتقالية تؤدي إلى حكومة منتخبة بصورة ديمقراطية في البلاد". ومن جهتها، أشارت جريدة (اليوم السابع) إلى أن حازم الببلاوى رئيس الوزراء المستقيل سيباشر، اليوم الثلاثاء، مهامه بتسيير أعمال الحكومة بصورة طبيعية لحين تشكيل حكومة جديدة. وشكلت استقالة الببلاوي الحدث الرئيسي لدى أغلب الصحف العربية الصادرة من لندن، حيث كتبت صحيفة (القدس العربي) أن "حالة من الفوضى الحكومية والغموض السياسي والتضارب الإعلامي سادت أركان النظام الحاكم في مصر" أمس، مع تقديم حازم الببلاوي رئيس الوزراء استقالة حكومته إلى عدلي منصور،التي "لقيت ترحيبا واسعا جمع المؤيدين والمعارضين". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الحياة) أن وزير الدفاع المصري، المشير عبد الفتاح السيسي "دشن أولى خطوات ترشحه للرئاسة باستقالة مفاجئة لحكومة حازم الببلاوي بكامل هيئتها"، قبيل انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن تبدأ إجراءاتها الشهر المقبل. أما صحيفة (العرب)، فترى أن استقالة رئيس الحكومة المصرية، "لم تكن مفاجئة بالنسبة إلى كثير من المراقبين، بسبب الهجوم الشديد الذي تتعرض له منذ تشكيلها، واتهامها بالتقاعس عن التعاطي مع كثير من الملفات المهمة، خاصة ما تعلق منها باستمرار الانفلات الأمني والتراجع الاقتصادي". وأشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى أن كبار المسؤولين في مصر يجرون مشاورات لتشكيل حكومة جديدة تضع "الأمن على رأس أولوياتها"، ورجحت أن يرأسها وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة إبراهيم محلب. وبخصوص مستجدات الأزمة السورية، طالبت صحيفة (الشرق) القطرية مجلس الأمن، الذي اتخذ مؤخرا قرارا بالإجماع بدعم وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سورية، ب"خطوات جادة وإضافية في حالة عدم التزام نظام بشار الأسد بذلك" ، معربة عن أملها أن يستند مجلس الأمن في قراره رقم 2139 حول الوضع الإنساني في سورية "إلى الفصل السابع الذي يخول استخدام القوة". وشددت الصحيفة على ضرورة أن يسعى مجلس الأمن لوقف قتل المدنيين، وتحقيق وقف إطلاق النار في أقرب فرصة، لضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية، ما يعد خطوة مهمة إلى الأمام في عملية الحل السياسي للأزمة السورية، مؤكدة أن الوضع الإنساني في سورية "يثير القلق، ويفاقمه استمرار القتل والعنف، وفشل المفاوضات". أما صحيفة (الراية) فاهتمت بملف وضعية العمال الأجانب في قطر، مبرزة أن مشروع المدينة العمالية الضخم الذي تنفذه حاليا إحدى الشركات الوطنية "يمثل أكبر رد عملي على الادعاءات التي تروج لها جهات غربية معادية بشأن حقوق العمال الأجانب"، خاصة العاملين بمشروعات مونديال 2022. وأكدت (الراية)، في افتتاحيتها، أن "الحملات الجائرة التي تقودها جهات خارجية تحت دعاوى حماية حقوق العمال بقطر مسيسة ومغرضة"، ملاحظة أن هذه الجهات "لا تهتم أصلا بهؤلاء العمال ولا حقوقهم، وإنما تستخدم هذه الدعاوى لغايات سياسية، هدفها الضغط على المجتمع الدولي باسم الرياضة ليس ضد قطر، التي استطاعت أن ترد دعاواهم و تفندها من خلال المشاريع والخدمات التي تقدمها للعمال، وإنما ضد جميع العرب والمسلمين" . وفي الشأن المحلي القطري، سلطت صحيفة (الوطن) الضوء على استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة في أفق سنة 2030 ، التي تم الإعلان عنها أمس، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف خصوصا إلى "الرفع من مساهمة قطاع السياحة في إجمالي الناتج المحلي وتزيد المبلغ الإجمالي الذي ينفقه السياح في قطر إلى نحو 10.7 مليارات دولار عبر أكثر من 60 مبادرة جديدة في مجال السياحة"، و أيضا إلى تلبية متطلبات استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 . وفي البحرين، أبرزت الصحف عقد أعضاء مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين اجتماعهم الأول، أمس، بعد صدور أمر ملكي مؤخرا بتشكيل المفوضية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تتولى بذاتها تحديد أسلوب عملها باستقلال تام ودون تدخل من أي جهة، ولها صلاحية تحديد الزمان الذي تراه مناسبا لزيارة النزلاء والموقوفين في أماكن احتجازهم، سواء كانت الزيارة معلنة أو غير معلنة، والتحقق من الأوضاع القانونية لاحتجازهم والمعاملة التي يتلقونها. كما اهتمت صحف (البلاد) و(الوسط) و(الوطن) و(الأيام) و(أخبار الخليج) بالزيارة التي يقوم بها للبحرين الفريق التقني التابع لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف، والمحادثات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الحكوميين، ومنهم وزير الداخلية، الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، الذي أكد للفريق أن "البحرين تتعرض لهجمة إرهابية لا علاقة لها بحقوق الإنسان". وأشارت الصحف إلى أنه تم خلال اللقاء بحث السبل الكفيلة بتعزيز آليات التعاون والتنسيق المشترك بين وزارة الداخلية ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان "في ظل ما حققته المملكة من إنجازات في مجال تطبيق المعايير الدولية لحماية الحريات وصون الحقوق". وفي السودان، تركز اهتمام الصحف حول المستجدات التي أفرزتها دعوة الرئيس البشير لإقامة حوار وطني شامل، إذ اعتبرت صحيفة (الخرطوم) أن دعوة زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، مؤخرا بالإسراع في الحوار للتوصل إلى نتائج، واعتراف رئيس حزب الوطني الشعبي المعارض حسن الترابي بجدية الدعوة إلى الحوار من قبل الحزب الحاكم، " يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا على مشارف الوصول إلى صيغة جديدة وواضحة لإيجاد الحلول لكافة القضايا التي ظل ينوء بها كاهل الوطن"، داعية باقي القوى السياسية إلى "اتخاذ مواقف ايجابية وتقديم تنازلات في اتجاه وفاق كفيل بخلق واقع جديد يعيد للحياة السياسية حراكها ووقف هذا التردي الكبير الذي أدى إلى قتال وحروب انتظمت أجزاء الوطن كله وكادت أن تقضي عليه". وتحدثت صحيفة (الانتباهة) عن لقاء مرتقب بين الرئيس البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم ورئيس حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي، معبرة عن اعتقادها بأن "اللقاء مهم مثل كل لقاءات الرئيس بالقوى السياسية الفاعلة عقب مبادرته وخطابه الأخير، ولن يكون مطروحا فيه غير المواقف المعلنة أصلا، والتأكيد على الحوار والوفاق الوطني، وتقريب المتقارب والمتفق عليه وإقصاء النقاط الخلافية وتجنب تركها تعكر الأجواء الحالية". وأضافت أن الترابي وحزبه "بدوا الأشد قربا من المؤتمر الوطني بعد أن كانوا يشعرون بمضاضة ظلم ذوي القربى". وأشارت صحيفة (آخر لحظة) إلى أن "زعيمي الوطني (البشير) والشعبي (الترابي) قررا الانحياز إلى الوسطية وإبعاد المفاصلة التي جرت بينهما سنة 1999، باقتراب اللحظات لتجمعهما في لقاء رسمي تم الإعلان عنه أول أمس ولأول مرة من جانب المؤتمر الوطني"، مبرزة أن مبررات ذلك اللقاء تكمن في أن "شخصيتي البشير والترابي تلعبان دورا كبيرا داخل حزبيهما، كونهما مؤثران بالكامل في مجريات الأمور فيهما، وبالتالي لا مساحة للقول أن التقارب بين الحزبين قرار مؤسسات، بل يعود بشكل كبير لقناعة الرجلين ورؤيتهما في مصلحة التقارب". وفي المقابل، لاحظت صحيفة (اليوم التالي) أن "وتيرة الحوار المعلن لتسوية القضية السياسية وخلق المصالحة الوطنية المناسبة لا تسير بالسرعة التي تندس بها قتامة المشهد السياسي في أعماق بعيدة تطفو كل يوم على سطح الأزمة في شكل كرات ثلج تتدحرج بسرعة هائلة وتتكور لتسد أفق الحلول كلما لاحت، الحوار الذي أعلن حزب المؤتمر الوطني لا يتماهى مع مجريات الأحداث المتسارعة" . ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي العام) أن تحالف قوى الإجماع المعارضة تمسك برفضه الجلوس مع المؤتمر الوطني على طاولة الحوار الراهن بالأجندة التي طرحها الحزب الحاكم، موردة تصريحا لرئيس لجنة الإعلام بالتحالف أكد فيه أن "تجربة المعارضة مع الوطني في الحوار لم تكن مجدية وأن المعارضة ظلت منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل تناضل من أجل الحريات وإلغاء القوانين المقيدة للعمل السياسي، بيد أن الوطني ظل يتمترس خلفها بالرغم من دعوات الحوار التي ظل يطلقها من حين إلى آخر".