يظهر أن المغرب صار وجهة مفضلة لدى السياح البريطانيين الذين صاروا يتخلون عن وجهات سياحية أخرى مقابل الاستمتاع بالمناخ المتنوع للمملكة، فيما يؤكد فاعلون في مجال السياحة أن الطفرة المرتقبة في هذا الصدد تخدم المجهودات السياحية الوطنية التي تركز على سنتي 2026 و2030 لتحقيق الأهداف المسطرة سلفا. الشاهد على ذلك أن إحدى أكبر شركات السياحة والطيران ببريطانيا، ويتعلق الأمر هنا بشركة "جيت 2 آند هوليدايز"، كشفت مؤخرا عن كونها أطلقت برنامجا يخص نقل السياح البريطانيين إلى الوجهة السياحية المغربية، خصوصا مدينتي مراكشوأكادير اللتين تعتبران من أبرز الوجهات المفضلة لدى البريطانيين، حسبها. وبحسب الشركة سالفة الذكر فإنه "تم إطلاق رحلات مزدحمة من بريطانيا إلى المغرب، وتحديدا مدينة أكادير، انطلاقا من أربعة مطارات بريطانية، بما فيها برمينغهام وليدز برادفورد ولندن ستانستيد"؛ على أن يتم توسيع هذا البرنامج إلى عاصمة سوس ماسة من خلال إضافة رحلات من مطاريْ بريستول وغلاسكو، ما بين أكتوبر ونونبر. ونقلا عن الجانب البريطاني دائما يتم كذلك استهداف مراكش بهذا البرنامج، إذ تمت برمجة رحلات سياحية من برمنغهام ومانشستر ولندن ستانستيد؛ على أن يتم إطلاق رحلات من غلاسكو بالمملكة المتحدة بداية شهر نونبر المقبل. كما ذكر المصدر ذاته أنه سيتم الحرص على تمكين السياح البريطانيين من زيارة الوجهة المغربية انطلاقا من 6 مطارات وعلى مدار العام، بما سيشكل بالنسبة لهم خيارا لقضاء شتاء 2025/2024 وصيف 2025، إلى جانب شتاء 2026/2025، بالمغرب؛ في حين أنه من المنتظر أن يرتفع عدد المطارات التي ستنطلق منها الرحلات إلى 8 مطارات بحلول صيف سنة 2026. وذكرت شركة "جيت 2 أند هوليدايز"، في إفادة لها بهذا الخصوص، أنه "تم إطلاق هذا البرنامج الجديد للرحلات الجوية والعطلات استجابة لطلب العملاء ووكلاء السفر الذين يبحثون عن وجهات ثقافية جديدة إلى جانب جو مشمس"، مشيرة إلى أنه "بإمكان العملاء الاستفادة من البنية التحتية الفندقية التي تتوفر عليها مدينة أكدير المطلة على المحيط الأطلسي". وقال ستيف هيبي، المدير العام لشركة "جيت 2": "مع تدهور الأحوال الجوية في المملكة المتحدة يسعدنا أن نأخذ العملاء بفضل برنامجنا الجديد للرحلات والعطلات إلى أكاديرومراكش في المغرب. الرحلات إلى هاتين الوجهتين المذهلتين تمنح العملاء ووكلاء الأسفار المستقلين الكثير من الاختيار والمرونة لاستكشاف المغرب كوجهة على مدار العام، إذ أثبتت أنها تحظى بشعبية كبيرة". وفي الصدد ذاته سبق أن أشارت بيانات صادرة عن شركة تحليلات الطيران "سيريوم" إلى أن عدد رحلات الطيران السياحي البريطانية المتوجهة صوب المغرب خلال شهر يوليوز الماضي ارتفع بما يصل إلى 74,5 في المائة مقارنة مع أرقام الشهر نفسه من سنة 2019، بما جعل الوجهة المغربية تتفوق على الوجهة التركية. وتراهن المملكة المغربية في السياق نفسه على الرفع من جاذبيتها السياحية بغرض تحقيق رقم 17,5 ملايين سائح سنة 2026، ثم رقم 26 مليون سائح سنة 2030، وفق ما تنص عليه الخطوط العريضة للإستراتيجية السياحية الوطنية. وقال جمال السعدي، فاعل في المجال السياحي، إن "السوق البريطانية تأتي ثالثة بالنسبة للسياحة المغربية بعد الفرنسية والإسبانية"؛ وزاد: "الجديدُ في هذا الصدد أن المغرب من المتوقع أن يعرف ارتفاعا في نسبة الوافدين البريطانيين خلال السنوات المقبلة". وأضاف السعدي لهسبريس أن "عددا من هؤلاء وجدوا مشاكل عند قضائهم عُطلهم في الصيف، خصوصا بإسبانيا، إذ إن مدنا اسبانية اشتكت من الازدحام والضغط المسجل على الإيجار، بما جعل هؤلاء السياح يتضايقون ويبحثون عن بدائل أخرى"، مشيرا إلى أن "المغرب يعتبر في نظر هؤلاء بديلا باعتباره ذا جوّ مشمس طيلة السنة، عكس الجو البارد ببريطانيا". ولفت المتحدث إلى أنه "من المهم جدا أن تسارع شركات الطيران البريطاني إلى اختيار الوجهة المغربية عبر تدشين رحلات تجاهها انطلاقا من 6 مطارات تقريبا إلى غاية 2026؛ فهذه الخطوات تتماشى مع الجهود المغربية المبذولة لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن الإستراتيجية السياحية، خصوصا في ما يتعلق بعدد السياح".