أعلن حزب الله الأحد أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية إسرائيلية وقاعدة جوية رئيسية قرب مدينة حيفا، بعد ساعات من إعلان الدولة العبرية شنّ غارات مكثفة على أهداف للحزب في جنوبلبنان بينها "آلاف" من القاذفات الصاروخية. أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من مائة صاروخ أطلقت من لبنان الأحد، وتعمل فرق الإطفاء على إخماد حرائق اندلعت بسبب ذلك؛ ما دفع "مئات الآلاف" من الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ وإغلاق المدارس في شمال الدولة العبرية، بعد ساعات من توجيهها ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف لحزب الله في جنوبلبنان. ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب "جبهة إسناد" ل"حماس" وغزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية. وكثّفت الدولة العبرية، السبت، غاراتها على أهداف للحزب، غداة ضربة دامية قرب بيروت أسفرت عن مقتل 45 شخصا؛ بينهم اثنان من مسؤوليه العسكريين البارزين وعدد من قياديي وحدة النخبة، في تصعيد يجدد المخاوف من اتساع نطاق النزاع بين الطرفين. وقال الجيش، في بيان الأحد: "تمّ رصد عبور قرابة 85 مقذوفا من لبنان إلى أراضي إسرائيل" بعيد السادسة صباحا (الثالثة صباحا بتوقيت غرينتش)؛ في حين تمّ إطلاق "قرابة 20 مقذوفا" في دفعة سابقة قرابة الساعة الخامسة. كما أفاد الجيش بأن صواريخ أُطلقت خلال الليل. وأفاد نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش، لوكالة فرانس برس، بأن "مئات الآلاف من الناس اضطروا إلى اللجوء إلى الملاجئ، في جميع أنحاء شمال إسرائيل". وقالت هيئة إسعاف نجمة داود الحمراء، في بيان، إنّ أربعة أشخاص أصيبوا بشظايا، ثلاثة منهم في منطقة مدينة حيفا شمال إسرائيل. وفي ظل هذه الإطلاقات الصاروخية، اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارا بإغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في مناطق الشمال حتى مساء الإثنين. وقالت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح بعقد الأنشطة التعليمية في جميع أنحاء شمال إسرائيل حتى الساعة السادسة مساء الاثنين (الثالثة مساء توقيت غرينتش)؛ مما يؤثر على "مئات آلاف الأطفال"، وفقا لشوشاني. وأورد أحد السكان، ويدعى باتريس وولف ويعمل في الصناعات الطبية لفرانس برس: "في حيفا، أغلقت العديد من المدارس... والمكاتب فارغة". وأضاف أن هناك "ضغوطا متزايدة" متبادلة بين إسرائيل والحزب. وفي أعقاب إطلاق الصواريخ الأحد، أعلن الجيش شنّ غارات جديدة على أهداف لحزب الله في جنوبلبنان. وكرر شوشاني، الأحد، التأكيد أن الجيش قصف، السبت، مجموعة من الأهداف؛ معظمها "قاذفات صواريخ وفوهات إطلاق". وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن الغارات الإسرائيلية كانت تهدف إلى "منع هجوم أوسع" من الحزب. وكان الجيش قد أكد، في بيان سابق، أن الصواريخ تسببت في اشتعال الحرائق. إلى ذلك، أشار الجيش، في بيان، إلى "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق من دون وقوع إصابات"، مؤكدا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية". وأشار مسؤولون إسرائيليون، هذا الأسبوع، إلى نقل تركيز العمليات العسكرية من قطاع غزة الواقع إلى الجنوب حيث تدور حرب مع حركة "حماس" منذ السابع من أكتوبر، إلى شمال البلاد الذي يشهد تبادلا شبه يومي للقصف مع حزب الله منذ أكثر من 11 شهرا.