عاد النجم السينمائي المصري، أحمد حلمي ، بفيلمه الجديد "1000 مبروك" ليؤكد مسعاه من جديد نحو تحقيق المعادلة الصعبة، التي تجمع بين تقديم عمل سينمائي جذاب، يشد الجمهور، والمضمون الذي يثري عقل ورؤية المشاهدين. "" فالفيلم الذي كتبه محمد دياب، تدور أحداثه حول شاب يتحضر لزواجه، ليفاجأ بتكرار أحداث صباح يوم عرسه بشكل دائم، وكأن لعنة أصابته، ليمر بمواقف طريفة ومختلفة مع نفس الأشخاص، ولكن بشكل مختلف في كل مرة غير أن النهاية واحدة، وهي وفاته، مما يدعوه إلى التساؤل عن سبب اللعنة التي أصابته والتي تجعله يدور بحلقة مفرغة. ويرصد الفيلم، كيف أن الشخصية الرئيسية بالفيلم، (أحمد،) عبارة عن محاسب بإحدى الشركات المتعاملة بالبورصة، ويخشى المجازفة، في الوقت الذي يمر بحالات غريبة صباح يوم عرسه، الذي يكشف له تكرار الأحداث فيه، ومحاولاته للخروج من مأزق تكرار يوم زفافه، عن خفايا لم تكن ظاهرة أمامه، فيعلم أن والدته مدمنة على أحد الأدوية المسكنة، ويكتشف أن والده قام بعلمية اختلاس لمساعدته على إتمام زواجه. وتدفع هذه الأحداث أحمد إلى التصرف بجنون ليبحث عن العلة التي أصابته، وكيفية خروجه من دوامته ومن واقع عائلته المرير، ليعرف بعد محاولاته لتجاوز وضعه الحالي بأن والدته تعاني من السرطان وتلجأ للأدوية المسكنة لتخفيف مصاريف علاجها، كي لا تؤثر على زواجه، ويكتشف أن والده كان قد سحب أموالا من معاشه قبل موعد استحقاقها، وبالتالي لم يكن مختلسا. ويلاحظ أحمد بعد ذلك، أن شقيقته مرتبطة مع أعز أصدقائه بعلاقة عاطفية صادقة بعيدا عن الشبهات، ليتبين له أنه في النهاية هو الذي كان غائبا عن عائلته ومستغرقا بنوازعه الأنانية بعيدا عن المحيطين به وكأنه في كوكب آخر بعيدا عنهم. فيلم "1000 مبروك"، الذي يدور في إطار كوميدي فانتازي (خيالي)، يعري الكثير من نوازعنا الداخلية، حيث يظهر أنانيتنا في واقعنا المعاش وانهماكنا بأنفسنا، متجاهلين الآخرين، من أقرب الناس إلينا، مثل آبائنا وأمهاتنا وصولا إلى جيراننا وحتى الأشخاص الذين نقابلهم في الشارع بكل لامبالاة، إذ يظهر هذا العمل فشل مثل هذا النمط من التفكير وعقمه نحو تطوير حياة الإنسان والمجتمع من حوله. تمكن مخرج العمل أحمد جلال، ابن المخرج الشهير نادر جلال، من إمساك خيوط الفيلم بمهارة وحرفية فائقين، إذ نجح في المزج بين جدية المواقف التي يحتويها سيناريو أحمد دياب المحكم، والأداء الكوميدي والقفشات التي لطالما أسعدنا بها أحمد حلمي، الذي تفوق على نفسه في عمله الجديد، من جهة تمكنه من مزج الجانبين الطريف من شخصية بطل الفيلم "أحمد" والجدي والمأساوي.