أكد أسامة حمدان، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأحد، في حديث لوكالة فرانس برس، أن الحركة لا تزال تحتفظ ب"قدرة عالية" على الاستمرار في الحرب الدائرة مع إسرائيل، والتي دخلت شهرها الثاني عشر. وقال حمدان، عضو المكتب السياسي ل"حماس"، في مقابلة أجريت في إسطنبول، إن "قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل". وأضاف المتحدث ذاته: "هناك شهداء وتضحيات، لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وتجنيد لأجيال جديدة في المقاومة". وتابع: "قد تكون هناك تضحيات وخسائر من جانب؛ لكن هناك مكاسب وتطور في جوانب أخرى"، مشيرا إلى أن "المحصلة النهائية هي أن هذه المقاومة لا تزال قادرة؛ بل وأكثر من ذلك ستكون أكثر قدرة على الإبداع في قادم الأيام". تأتي تصريحات القيادي في حركة المقاومة الإسلامية بعد أقل من أسبوع من تصريح يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي اعتبر أن "حماس"، التي أشعل هجومها في السابع من أكتوبر الحرب، "لم تعد موجودة" كتنظيم عسكري في غزة. وقال حمدان: "حجم الإصابات التي تتعرض لها المقاومة أقل بكثير مما هو متوقع في معركة بهذا الحجم والمستوى". الهجوم الذي شنته "حماس" أدى إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفقا لبيانات رسمية إسرائيلية. وردت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري؛ مما أسفر عن مقتل 41,206 أشخاص، وفقا لوزارة الصحة التابعة ل"حماس" في غزة. من بين 251 شخصا اختطفتهم "حماس "خلال هجومها على جنوب إسرائيل، لا يزال 97 محتجزين في قطاع غزة؛ بينهم 33 شخصا قال الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. ويواجه بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضغوطا محلية متزايدة للتوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وأثار إعلان إسرائيل، هذا الشهر، عن استعادة جثث ست رهائن من نفق في غزة واتهام حماس بإعدامهم موجة من الحزن والغضب؛ مما أدى إلى إضراب عام قصير الأمد وتظاهرات واسعة النطاق في تل أبيب والقدس. وعلى الرغم من الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية للتوصل إلى هدنة، فإن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها. وقال حمدان إن "الولاياتالمتحدة، التي تُعد الداعم العسكري والسياسي الأكبر لإسرائيل، لا تمارس الضغط الكافي أو المناسب على الجانب الإسرائيلي"، مضيفا: "بل تحاول تبرير تملص الجانب الإسرائيلي من أي التزام". في المقابل، اتهم نتانياهو "حماس" برفض تقديم التنازلات، وتعهد بعدم الاستسلام للضغوط فيما يتعلق بالنقاط العالقة في الصفقة. من جهتها، أعلنت إسرائيل أن حملتها العسكرية قتلت "ما لا يقل عن 17 ألفا" من مقاتلي حماس. إسرائيل "ليست محصنة" دخلت مجموعات أخرى مدعومة من إيران، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، على خط الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس". وفي صباح الأحد، تبنى الحوثيون هجوما صاروخيا على وسط إسرائيل؛ وهو ما أجبر السكان على التوجه إلى الملاجئ، على الرغم من أن الهجوم لم يسفر عن أية إصابات. واعتبر حمدان أن الهجوم أظهر محدودية قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي الذي تتباهى به. وقال إن "إسرائيل ليست كيانا محصنا، حتى بقدراتها وتقنياتها المتقدمة"، مضيفا أن "إمكانية تطور الفعل المقاوم ضد الكيان الصهيوني أمر جاد وحقيقي وليس مجرد آمال غير قابلة للتحقيق". كما كرر حمدان موقف "حماس" من الهجوم الذي وقع سابقا هذا الشهر، حيث أطلق سائق شاحنة أردني النار على ثلاثة حراس إسرائيليين عند معبر حدودي وقتلهم، مؤكدا أن الحادث يعكس غضبا واسع النطاق تجاه إسرائيل في المنطقة. وخاطب القادة العرب الذين طبعوا العلاقات مع إسرائيل أو يفكرون في ذلك، قائلا: "إذا كنتم ترون إسرائيل نعمة ومكسبا... أعطوهم جزءا من بلادكم"، وأضاف مازحا: "وسموها إسرائيل الجديدة". خطة "اليوم التالي" حكمت "حماس" غزة منذ عام 2007؛ لكن مع تعهد إسرائيل بالقضاء على التنظيم المسلح، يكتنف الغموض دور الحركة في فترة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار. وقال حمدان إنه من المستحيل تخيل سيناريو يغادر فيه يحيى السنوار، زعيم حماس، القطاع. وأضاف أن السنوار "مستعد للاستشهاد ألف مرة في فلسطين ولا يغادر؛ لأن كل ما يفعله هو لتحرير فلسطين". وتتمسك "حماس" بمطلب انسحاب إسرائيل الكامل من غزة؛ بما في ذلك ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود المصرية الذي أصبح نقطة خلاف رئيسية في محادثات التوصل إلى الهدنة. وأشار حمدان إلى أن "حماس" تسعى إلى "حكم فلسطيني مشترك" في غزة بعد انتهاء الحرب، لافتا إلى أن مسؤولي "حماس" وممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى سيلتقون قريبا في القاهرة لمناقشة رؤيتهم لما بعد الحرب. وأوضح: "اتفقنا على أن تشكل حكومة وفاق وطني تدير الشؤون الفلسطينية في غزة"، مشددا على أن "اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا".