دعت حركة "صحراويون من أجل السلام"، المنشقة عن تنظيم البوليساريو الانفصالي، خلال اجتماع للجنتها السياسية الدائمة، إلى "عقد حوار صحراوي من أجل الاتفاق على حل سلمي ومُشرف ينهي المأساة التي يعاني منها الصحراويون"، مُعربة في الوقت ذاته عن أسفها ل"استمرار ركود العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة بعد ثلاث سنوات من تعيين آخر مبعوث شخصي للأمين العام الأممي". وطالبت الحركة ذاتها، ضمن بيان لها، جبهة البوليساريو ب"الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار وإجراء حوار صحراوي صادق ومسؤول بمشاركة كافة التيارات السياسية؛ بما في ذلك جبهة البوليساريو نفسها وأعيان القبائل الصحراوية وممثلو المجتمع المدني الصحراوي"، بغية الخروج برؤية تكون محط إجماع وتساهم في تجاوز الأزمة التي يعاني منها "الصحراويون". في سياق مماثل، عبرت "صحراويون من أجل السلام" عن استعدادها وقناعتها التامة بإمكانية التوصل إلى حل سياسي للنزاع حول الصحراء مع المملكة المغربية، داعية سكان مخيمات تندوف إلى "عدم إضاعة الوقت في الصراعات الداخلية لجبهة البوليساريو المتدهورة والتعبئة في إطار الحركة من أجل حماية منع ضياع فرصة جديدة للسلام والازدهار". تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال محمد لمين النفاع، عضو اللجنة السياسية ل"حركة صحراويون من أجل السلام"، إن هذه الأخيرة هي "حركة سلمية تنبذ العنف ولأننا جربنا العنف وكنا مقاتلين في صفوف جبهة البوليساريو وكنا نتبنى الكفاح المسلح ونحلم بالدخول إلى العيون على ظهر دبابة؛ لكن الإنسان السوي هو الذي يستفيد من التجارب، خاصة أن هذا المسار لم يأت بأية نتيجة تذكر". وأضاف النفاع، ضمن حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الحركة تدعو إلى الحوار مع كافة الصحراويين؛ بمن فيهم البوليساريو، رغم علمنا أنها لن تقبل بذلك إلا ذلك لن يثنينا عن الدعوة إليه، إذ نرى أن الحل لا يمكن أن يكون إلا مع المغرب وفي إطار المغرب وبإشراك الجميع على غرار المنتخبين وشيوخ القبائل والقوة الشبابية والنسائية"، مسجلا أن "هناك كتلة صحراوية كبيرة تريد الحل مع المملكة المغربية وعلى هذه الأخيرة أن تبحث عنها وتستثمر فيها". وشدد عضو اللجنة السياسية ل"حركة صحراويون من أجل السلام" على أن "المغرب يجب أن يبحث عن محاورين جدد بدل البوليساريو التي لا تريد حلا؛ لأنها أولا لا تملك بقرارها وتُوظف من طرف الجزائر في صراعاتها الإقليمية، ولأنها أيضا تعي جيدا أن الجلوس إلى طاولات المفاوضات مع المغرب للبحث عن حل غير ذلك الذي كانت تنادي به منذ خمسة عقود، يشكل انتحارا سياسيا بالنسبة إليها. وعليه، فيجب البحث عن بدائل أخرى وهي موجودة ومستعدة للحل مع المملكة".