وجهت مجموعة من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف رسالة إلى المشاركين في أشغال الندوة الثانية للحوار والسلام في الصحراء، المنعقدة في العاصمة السنغالي دكار من طرف "حركة صحراويين من أجل السلام"، أمس الجمعة، تعلن من خلالها مساندة الحل السلمي والتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعيدا عن المزايدات والنزاعات المدمرة. وسجل المحتجزون في المخيمات، في الرسالة التي توصلت هسبريس بنسخة منها، انضمامهم إلى "حركة صحراويين من أجل السلام"، باعتبارها "الفاعل الوحيد من بين المنشقين عن الجبهة الانفصالية التي تسعى إلى توحيد الكلمة بين الصحراويين. والدخول في حوار بناء ومباشر بينهم من القاعدة إلى القمة"، مشددين على أن هذا الحوار هو "الوسيلة التي ستجعلهم يتخلصون من الضغط الأجنبي وتلاعب الأيادي الخارجية بمصيرهم". واعتبر باعثو الرسالة أن انضمامهم إلى الحركة يعد بمثابة إعلان قوي عن وقوفهم ضد المماطلة في إنهاء هذا النزاع الذي عمر طويلا ودخل مرحلة الجمود داخل المنظمات الأممية، متسائلين: "لا ندري إلى متى سيستمر الوضع على حاله، وإلى متى سنبقى آلية ضغط في بلد اللجوء الذي ينفرد بالقرار في ما يهم مصلحة شعبنا ويتكلم باسمه في تحديد لأولوياته"، في إشارة واضحة إلى النظام القائم بالجزائر. تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال محمد لمين النفاع، عضو اللجنة السياسية لحركة "صحراويون من أجل السلام"، إن "سكان المخيمات اليوم، أعلنوها أو أسروها، فإن أغلبهم تأكدوا من أن الأفق مسدود في اتجاه إيجاد حل لقضيتهم، وأن البوليساريو تعيش أضعف حالاتها على جميع المستويات، سواء على مستوى الإدارة المحلية أو على المستوى الدبلوماسي، وبالتالي فإن الجبهة لم يعد بإمكانها مواصلة إدارة هذا الصراع". وأضاف النفاع أن "شباب المخيمات اليوم مختلف عن شباب جيل السبعينيات المُغيب والمعزول عن العالم"، موضحا أن "الصحراويين واعون بأن الجزائر إنما تستغلهم فقط في صراعها الأزلي مع المغرب"، وزاد متسائلا: "ماذا قدمت الجزائر للاجئين الصحراويين؟"، قبل أن يجيب: "لا يوجد مستشفى واحد ولا مدرسة واحدة ولا طريق واحدة بنتها الجزائر ليستفيد منها اللاجئون، بل إنما تستغلهم إلى أبعد حد، إلى درجة أنها تتقاضى منهم أموالا مقابل شبكات الربط الكهربائي التي تربط الجزائر بالمخيمات". ولفت المتحدث عينه في تصريحه لهسبريس إلى أن "المملكة المغربية يجب أن تبحث عن شريك صحراوي آخر غير البوليساريو يلتف حوله الصحراويون من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع؛ ويريد فعلا لهذا الأخير أن يُحل، ذلك أنه لا حل مع البوليساريو التي تقف وراءها الجزائر التي لا تريد بدورها لهذا الصراع أن يُسوى"، مشبها السعي إلى إيجاد حل مع البوليساريو والجزائر ب"محاولة إيقاظ شخص من النوم وهو غير نائم وإنما يدعي ذلك فقط". وخلص عضو الحركة المذكورة إلى أن "الكل مرشح للعب دور الشريك الجديد الذي سيعوض البوليساريو، بما يشمل شيوخ القبائل والنخب المنتخبة والمثقفين في الصحراء، وبالتالي وجب استغلال هذه المقدرات"، مشددا على أن "سكان المخيمات وصلوا إلى قناعة راسخة مفادها أن البوليساريو لا يمكن أن تنجز ما وعدتهم به، وبالتالي فإن الأكيد أن إشراك كل القوى الفاعلة من شأنه أن يعيد الأمل إليهم، وسينخرطون في أي حل جديد لهذا النزاع، وستبقى بعدها البوليساريو والجزائر لوحدهما في المخيمات".