بدا لافتا الحضور القوي لأبطال مهاجرين/ مجنسين أو من أصول مهاجرة في مجريات أولمبياد باريس 2024. إذ عززوا صفوف العديد من الفرق الرياضية للدول الغنية، وساهموا في صعودها منصات التتويج ورفع أعلامها وعزف نشيدها الوطني أكثر من مرة. وفوز أبطال من إفريقيا أو أمريكا اللاتينية بأعلام دول غربية لم يعد بالشيء الغريب أو المفاجئ. إذ تم "التطبيع" الإعلامي مع هذه الصور. لكن المفارقة هي أن نفس تلك الدول تعيش صراعات سياسية وحملات انتخابية موضوعها التضييق على المهاجرين وطالبي اللجوء. أكثر من هذا أن البلدان الغربية التي تعرف مدا قويا لليمين المتطرف حصدت ميداليات أولمبية بباريس بفضل مجهودات أبطال مهاجرين أو من أصول مهاجرة. الجماهير الحاضرة صفقت للجميع ولم تفرق بين الأبطال الذين صنعوا الانتصار ورسموا البسمة على وجوه الجميع. فهل نحن أمام ازدواجية المعايير في تعامل الدول الغربية مع ظاهرة الهجرة والمهاجرين، أم أن زمن الأولمبياد هو مناسبة لتعطيل العقل السياسي المتطرف وللإعلام المتطرف؟ وهل كل صور الأولمبياد بين نصر وهزيمة وفرحة وانكسار وأحضان وعناق وهتافات وشارات النصر وحيث اختلطت الأعراق والإثنيات وحضرت "المواطنة " فقط ستجعل الفاعل السياسي والإعلامي والحقوقي والاقتصادي بدول الغرب يقف ولو مرغما على غنائم رياضية واجتماعية واقتصادية حصدتها دولهم بفضل المهاجرين وأبنائهم؟..