في ندوة صحافية استقبلتها سفارة دولة فلسطين بالمغرب بشعار "لن تتوقف الإبادة في غزة والسجون، إلا بصوت عالمي موحد وجريء"، قال السفير الفلسطيني جمال الشوبكي إن "اليوم الوطني العالمي لنصرة غزة والأسرى يذكّر بأنه لم يكن وضع الأسرى والأسيرات في يوم من الأيام جيدا؛ فالقوة القائمة بالاحتلال إسرائيل نفّذت أزيد من مليون اعتقال، وانتهكت جميع القوانين والاتفاقات". وتحدّث السفير الفلسطيني الحالي بالرباط، المعتقل السابق في السجون الإسرائيلية، عن الجرائم ضد الإنسانية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في سجونها؛ ومن بينها القتل والاغتصاب والتعذيب، والحرمان من العلاج وتقليل كميات الطعام. وقال الشوبكي إن ما يحتاجه الفلسطينيون هو "الضغط على المجتمع الدولي لتشكيل لجان تحقيق دولية تذهب إلى الميدان، للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية، بعيدا عن التحقيقات الإسرائيلية التي تتم لذر الرماد في العيون، من أجل منع وصول اللجان الدولية، ومنع تدخل المحاكم الدولية في هذه الجرائم". وأضاف سفير دولة فلسطين بالمغرب: "الأسرى الفلسطينيون لم يحصلوا على حقوقهم المشروعة في الاتفاقيات الدولية، كونهم أسرى حركات تحرر، إلا بتضحيات بالأجساد والأعمار"، وتستمر "الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية، في التعامل اليومي مع الأسرى والأسيرات، وكنت أحدهم، وشاهدا على ما يحدث من انتهاكات واعتداءات ضد أسرانا البواسل، واليوم تستمر ممارسات انتقامية ضد معتقلينا الأبطال". وخصّ الدبلوماسي الفلسطيني بالذكر السجن الإسرائيلي "سدي تيمان"، الذي قال إنه "سجن ترتكب فيه أبشع الجرائم"؛ مما يتطلب تدخل المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان لوقف ما يرقى إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، خاصة و"الانتهاكات ضد فاقت كل حد؛ بالقتل، والإخفاء القسري لآلاف الأسرى، والاغتصاب خاصة ضد معتقلي قطاع غزة". وشدّد الشوبكي على أن "حكومة اليمين المتطرف تتحمل مسؤولية الإعدام والتعذيب والتشويه الجسدي للأسرى الفلسطينيين؛ وهو ما يعبر عن وحشية الحكومة المتطرفة"، مردفا: "العدد الإجمالي للأسرى الذين يعترف بهم الاحتلال 9870 أسيرا، بينما يخفي قسريا الآلاف، وقبل 7 أكتوبر 2023 كان عدد الأسرى 5000 أسير، واليوم يوجد أزيد من 3300 معتقل إداري بدون تهمة ولا محاكمة، و250 أسيرا طفلا". ومن أبرز جرائم الاحتلال التي سلّط عليها الضوء السفير الفلسطيني "إعدام 54 أسيرا، وقد استشهد مؤخرا واحد آخر خلال التعذيب والجرائم، وهذا لم يحدث منذ سنة 1967′′، إلى جانب "تقليل كميات الطعام، وتقديمها بشكل سيء، وحرمان الأسرى المرضى من العلاج والأدوية، والضرب والتعذيب والانتقام اليومي". وزاد السفير: "في الضفة الغربية، مع انشغال العالم بالحرب على غزة، يستغل الاحتلال الفرصة لسرقة الأراضي وإعلان الحرب في سجون الاحتلال على المعتقلين، ضد أحكام القانون الدولي الذي يعتبر الاستعمار جريمة حرب لا تسقط بالتقادم". ولفت الشوبكي الانتباه إلى أن "ما يشجع سلطات الاحتلال على المضي في جرائمها صمت المجتمع الدولي، وعدم اتخاذه إجراءات ضد المستعمرين التي اتخذت ضد دول لم ترتق اعتداءاتها لما قام به الاحتلال". ونادى سفير دولة فلسطينبالرباط الدول بالانسجام مع "الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية"، الذي يستوجب عدم اعتبار أي تغييرات جغرافية وديمغرافية للاحتلال على الأرض الفلسطينية؛ من أجل "إلزامه بإنهاء احتلاله، كما يملي ذلك القانون الدولي". وشكر السفير الفلسطيني الملك محمد السادس على خطاب الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش لمطالبته بوقف إطلاق النار وإيجاد حل نهائي لهذا النزاع، وتأكيده على أن الاستقرار لن يكون إلا بحل الدولتين، وبأن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. كما نادى "رجال القانون المغربي والإعلام والنقابات، لرفع أصواتهم ضد الاحتلال"، وضد الجرائم اليومية داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية التي تتجاوز في الواقع كل ما يُقدّم من أرقام وفظائع. من جهة أخرى؛ قال عبد الكبير خشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية: "لم نعرف في التاريخ مثل هذا العدد من الشهداء الصحافيين"؛ 165 صحافيا فلسطينيا قتلوا بقصف إسرائيلي، فضلا عن القصف المستمر على غزة، واستهداف عناصر الحياة، و"الاغتصاب، والأسر الفوضوي، واحتجاز الجثامين، والمعاملة الفظيعة تجاه القاصرات والقاصرين"، وكل هذه الجرائم "وصمة عار على الإنسانية جمعاء". وذكر نقيب الصحافيين المغاربة أن جهود النقابات الصحافية في العالم العربي، ومن بينها النقابة المغربية، تعاكسها "توازنات" و"انتماءات" لنقابات وممثّلي تجمّعات صحافيين آخرين في العالم، في المنظّمات الصحافية الدولية. وتابع خشيشن مخاطبا الصحافيين المغاربة: "لا بد كل يوم نستيقظ أن نخط شيئا عن هذه المأساة"، مضيفا: "في كل مرة تحاول الآلة الإعلامية الغربية إدخال القضية في السبات وقتلها في زاوية الصمت، لكن حتى جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم تؤكد أن القضية لم تمت، وهذا استثمار للمستقبل، وهذه قضية يحملها الآن العالم بين أضلعه". وختم رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالدعوة إلى المشاركة وتغطية فعاليات المسيرة المغربية، المنظّمة غدا السبت بالعاصمة الرباط، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.