عندما تعرض حساب كيلي ميتشل، البالغة من العمر 56 عاما، على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي للاختراق لم تدرك أنها انضمت إلى مجموعة تضم ما يقرب من مليون شخص تعرضوا لهجمات برامج الفدية والتصيد الاحتيالي واختراقات أمن البيانات خلال العام الماضي. وذكرت صحيفة "ذا دالاس مورنيج نيوز" أنه فيما أصبح اتجاها شائعا للغاية أدت العملات المشفرة ونموها، أيضا، إلى ظهور قطاع فناني الاحتيال الذين يتسللون إلى حياة الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التمكن من اقتناص أموال الآخرين. وهذا يعني أنه يتعين على الأشخاص، مثل ميتشل، توخي الحذر الشديد أثناء استخدام الأنترنيت، حسبما قال الخبراء. وكانت ميتشل، المشاركة في تأسيس شركة ميتشل جيرمان اركتيكتس، لا تستخدم حسابها على "فيسبوك" لأكثر من نصف عام، عندما أدركت أنه تم السيطرة على حسابها بصور تم تعديلها بتقنية "الفوتوشوب" بصورة غير جيدة تروج لمخطط تشفير لشركة وهمية على حساب ميتشل. وقال إريك أونيل، وهو عميل استخباراتي سابق في مكتب التحقيقات الاتحادي والخبير الاستراتيجي في الأمن القومي بشركة "نيكشور" للأمن السيبراني، إن هذا الأسلوب أصبح شائعا للغاية. وأوضح أونيل أن مخطط الاحتيال المشفر الذي تعرضت له ميتشل من المرجح أن يكون مزيجا ما بين هجوم انتحال الشخصية، حيث يتخفى المجرمون الإلكترونيون ليبدون كأنهم أشخاص آخرين، وعملية يطلق عليها "ذبح الخنازير"، حيث يحاول المحتالون إقناع الأشخاص القيام باستثمارات طويلة المدى في مخططات وهمية حتى يحصلوا على الأموال التي يريدونها. وأضاف: "محاولة إقناع الأشخاص بالقيام باستثمارات طويلة المدى في مخططات وهمية هو ما نراه كثيرا في الفضاء الإلكتروني، حيث ينتحل المجرمون شخصيات أخرى ويجعلون الشخص المستهدف يصدق الكذبة ويستمر في استثمار المزيد من الأموال إلى حين إتمام المخطط". ولفت الخبير الاستراتيجي في الأمن القومي بشركة "نيكشور" للأمن السيبراني إلى أنه "بعد إتمام المخطط، سوف يختفي الشخص المحتال". ولم تكن الضحية ميتشل فقط، وفقا للجنة التجارة الاتحادية. وقالت اللجنة، في تقريرها لعام 2023، إن عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة كبدت الأمريكيين خسائر بقيمة 1,41 مليار دولار بسبب 47 ألفا و537 عملية احتيال. خلال عام 2021، قالت اللجنة إن التقارير المتعلقة بعمليات الاحتيال بالعملات المشفرة "ارتفعت بصورة كبيرة" خلال الأعوام الأخيرة. ولم ترد شركة "ميتا"، المالكة لتطبيق "فيسبوك"، على طلب صحيفة "دالاس مورنيج نيوز" لإجراء حوار. وقال بول بيشوف، الخبير في خصوصية المستهلك والمحرر بموقع "كومبارتك"، إن وجود نحو 3 مليارات مستخدم نشط على التطبيق، الكثير منهم حسابات مزيفة، عزز من حاجة الأفراد إلى الاهتمام بالسلامة الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأعوام الأخيرة. وأوضح: "أعتقد أنه يجب أن نأخذ على عاتقنا مسؤولية تنظيف فضائنا الإلكتروني". وشدد: "نحن في حاجة إلى أن يقوم تطبيق "فيسبوك" بالمزيد لجعله مساحة آمنة للمستخدمين؛ ولكن "فيسبوك" ليس لديه عدد كاف من الأشخاص للتعامل مع حجم الشكاوى التي يتلقاها. هذا هو الوضح الحالي". وحتى لي براتشر، أحد الخبراء في مجال العملات المشفرة في تكساس، مؤسس ورئيس مجلس بلوك تشين تكساس، طالما قال إن الافتقار إلى لتوعية أحد أكبر المشاكل التي يتمنى أن تساعد الولاية في حلها. وقال براتشر إن "مجلس بلوكتشين تكساس يؤيد بقوة السياسيات التي تحمي المستهلكين من المحتالين". وأضاف: "تعد التوعية حجر زاوية لمنع الاحتيال، نحن نشعر بالسعادة إزاء جهود الكثير من مزودي خدمات الأصول الرقمية لتضمين التحذيرات من الاحتيال ضمن عملية الاعداد الخاصة بهم". وحول ما يمكن للمرء أن يقوم به للحماية من الاحتيال الإلكتروني، فإن الأمر يتعلق أساسا بالنظافة الإلكترونية. وقالت ستيفاني تالامانتيز، العميلة السابقة بمكتب التحقيقات الاتحادي، التي كانت تعمل في قضايا الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة، إنه على الرغم من الازعاج الذي يجلبه استخدام أدوات مثل المصادقة ثنائية العوامل وكلمات المرور المعقدة للمستخدمين، فإن هذه الأمور يجب أن تكون الخطوة الأولى. وأضافت: "المحتالون دائما ما سوف يتوجهون إلى المكان الذي يمكنهم العثور فيه على الأموال". وأوضحت: "لذلك، أعلم أن الجميع يكره هذا الأمر؛ ولكن تطبيق هذه الإجراءات الإضافية وخطوات الحماية يقطع شوطا طويلا للحماية من الاحتيال الإلكتروني". وينشر حساب ميتشل، الذي سيطر عليه أحد المحتالين، رسائل دينية؛ وهو أسلوب آخر شائع يتعين أن يتوخى المستخدمون الحذر منه، حسبما قال بيشوف، الخبير المتخصص في خصوصية المستهلك. وأضاف الخبير ذاته أن مخططات الاحتيال التي تنطوي على الدين يطلق عليها غالبا مخططات الاحتيال التقاربية، ويعتمد خلالها المحتالون على معتقدات الأشخاص للحصول على أموالهم. وقال أونيل إنه يجب الحذر من أي شيء يتعهد بتقديم عوائد كبيرة على استثمار أو أي شيء من حساب مثير للشبهات، مثل حساب لديه متابع واحد أو لا يوجد بينه وبين حساب المرء أي أعضاء مشتركين. وأضاف: "المشكلة هي أن الأشخاص يثقون في ما يرونه"، مستدركا: "ولكن نحن في حاجة لكي يغير الأشخاص طريقة تفكيرهم بحيث يتوقفوا ليروا ما إذا كان يمكنهم التحقق من إمكانية ثقتهم في ما يقومون بقراءته. هذا السبيل الوحيد لهزيمة مثل هذه الأنواع من الأمور". وقد غير الذكاء الاصطناعي من كل شيء يتعلق بمخططات الاحتيال على شبكة الانترنت. وأصبح، الآن، يمكن للمحتالين الذين لديهم مشكلة مع اللغة الإنجليزية الاستعانة بأدوات مثل تطبيق "شات جي بي تي" الذي يمكن أن يحاول محاكاة أساليب كتابة الشركات أو الأشخاص. لذلك، فإن استخدام أدوات مثل تطبيق" جي بي تي زيرو" الذي يقول إنه يمكنه معرفة ما إذا كان شيء ما مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي، يعد أداة مفيدة أخرى. وقال أونيل: "حقيقة الأمر هي إنك لم تفز باليانصيب، ولا يرغب الأمير النيجيري في ترك كل ثروته لك، كما أن مخططات الاستثمار بالعملات المشفرة لن تجعلك مليونيرا بين عشية وضحاها". وأضاف: "لذلك، نحن في حاجة لأن يصبح الأشخاص أكثر اجتهادا على شبكة الأنترنيت. إذا كنت تبحث دائما عن مخطط الاحتيال، سوف تصبح أفضل في تجنبه".