انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية على قمة زعماء أمريكا الشمالية التي تنعقد اليوم في المكسيك، وعلى تقديم الميزانية العامة للكيبيك، إضافة إلى الاستعدادات لإجراء انتخابات مبكرة بهذا الإقليم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أنه من المرجح أن يواجه الرئيس باراك أوباما أسئلة صعبة خلال قمة (تولوكا) بالمكسيك من نظيريه المكسيكي والكندي تتعلق بقضايا شائكة بسبب الانقسامات السياسية الداخلية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن المواضيع الرئيسية التي تستحوذ على اهتمام قادة أمريكا الشمالية تتعلق أساسا بوضعية مشروع (كيستون إكس إل) الذي يهدف إلى تمديد أنابيب نقل النفط الاصطناعي والقار الخفيف من منطقة الرمال النفطية ل (أثاباسكا) في شمال شرق ألبرتا (كندا)، إلى عدة وجهات في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك مصافي في ولاية إيلينوي وب(كوشينغ) في ولاية أوكلاهوما، بالإضافة إلى إصلاح قانون الهجرة بالولاياتالمتحدة، وإبرام اتفاقية مهمة للتجارة مع آسيا (اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ). من جهتها، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن زيارة الرئيس أوباما إلى المكسيك تهدف إلى إقامة علاقات تجارية وثيقة مع الجيران المباشرين للولايات المتحدة في إطار الشراكة عبر المحيط الهادي، الذي تضم 12 دولة من ضمنها كنداوالمكسيك، والتي تشمل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي، وذلك بالرغم من المعارضة التي يواجهها أوباما من طرف أعضاء حزبه لهذه الاتفاقية. وبكندا، كتبت يومية (لابريس) أن إجراء انتخابات مبكرة دون تقديم الميزانية الجديدة سيكون مكلفا للغاية لحكومة بولين ماروا، إذ سيعطي الانطباع بأنها تريد إخفاء شيء ما، مبرزة أن تقديم الميزانية المقبلة يوم الخميس من طرف وزير الاقتصاد، نيكولا مارسو، سيكون مكلفا هو الآخر أيضا لأن الأضواء ستكون موجهة نحو نقاط ضعف الإدارة التي تتمثل في الاقتصاد والمالية العامة. وأشارت الصحيفة إلى أن السيد مارسو التزم في نونبر 2012 بالقضاء على العجز المالي خلال السنة المالية 2013-2014، لافتة إلى أن فشل الحكومة كان ذريعا لأنها لم تكتفي بتمديد ستنين إضافيتين لتحقيق التوازن المالي بل وجد الإقليم نفسه في وضعية غير طبيعية، حيث ارتفع العجز المالي عوض أن ينخفض بالرغم من أن حالة الركود قد تم تجاوزها منذ عدة سنوات. ولاحظت الصحيفة أن هذا الفشل كان مصحوبا بغياب مقلق للشفافية، إذ أن وزير الاقتصاد ورئيسة الوزراء بولين ماروا أكدا على التزامهما بتعهداتهما بالرغم من أن كل المؤشرات كانت تشير إلى العكس. وأضافت أن التبريرات التي قدمها السيد مارسو بخصوص أسباب العجز المالي لم تكن مقنعة، معتبرة أن مهمة الوزير غدا في الجمعية الوطنية لن تكون سهلة إذ يجب عليه الإجابة عن العديد من الأسئلة، وتبديد العديد من الشكوك لدى المواطنين وأحزاب المعارضة. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (لوسولاي) أن أيا من البرلمانيين يعتقد بتأجيل الانتخابات المبكرة إلى ما بعد 14 أبريل، مشيرة إلى أن قادة الحزبين المعارضين الرئيسيين (الحزب الليبرالي الكيبيكي) و(التحالف مستقبل كيبيك) يستعجلون مواجهة خصومهم بالحزب الكيبيكي (الحاكم) عند صناديق الاقتراع. وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب السياسيين من جميع الأطياف السياسية يؤكدون أن النتيجة الحقيقية ستكون خلال التصويت وليس من خلال نتائج الاستطلاع الرأي الأخيرة، التي أعطت فوزا ساحقا للحزب الكيبيكي، مقارنة مع التشكيلات السياسية الأخرى، مبرزة أن السيدة ماروا تبقى لديها دائما المبادرة للإعلان عن موعد الانتخابات المبكرة. وأضافت الصحيفة أن البرلمانيين يستعدون للتصويت على مجموعة من القوانين تحسبا للإعلان عن انتخابات سابقة لأوانها. من جهتها، كتبت جريدة (صحيفة مونريال) أنه بالرغم من نتائج استطلاع الرأي التي أظهرت تفوق الحزب الكيبيكي، فإن الأمور لم تحسم بعد بالرغم من أن الأرقام تعكس ببساطة ما تنظر إليه العين المجردة منذ بضعة أشهر، مشيرة إلى أن النقاش حول ميثاق العلمانية والصعوبات التي يواجهها قادة حزبي المعارضة (الحزب الليبرالي الكيبيكي) و(التحالف مستقبل كيبيك) ساهما في صعود أسهم الحزب الكيبيكي، خاصة وأنه يتناغم جيدا مع مطالب المنتخبين الذين يريد جذبهم إليه. وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (ليستين دياريو) إلى الإنذار الذي وجهته اللجنة التأديبية للحزب الثوري الدومينيكاني (معارضة) إلى بعض قادة الحزب، الذين انضموا إلى جبهة "التوافق من أجل بلد أفضل" التي تم تشكيلها مؤخرا من طرف عدة أحزاب أقلية وحركات اجتماعية معارضة بمبادرة من الزعيم المنشق عن الحزب، هيبوليتو ميخيا، لبناء أغلبية قادرة على الفوز بالانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية التي سوف يتم تنظيمها خلال سنة 2016، محذرة إياهم من تعرضهم لعقوبات تأديبية في حال مواصلة انضمامهم إلى التحالف الجديد. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحزب الثوري، ميغيل فارغاس، أكد بمناسبة استقباله لرئيس غواتيمالا السابق، ألفارو كولن، بصفته رئيس الأممية الاشتراكية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، أن انشقاق بعض الشخصيات الحزبية لن يزيد الحزب إلا قوة ولن يمنعه من الفوز في الانتخابات العامة لسنة 2016. وبخصوص الجهود التي تقوم بها السلطات لتعميم التعليم وتحسين جودته، أشارت صحيفة (إل كاريبي) إلى إعلان وزير التعليم، كارلوس باريت، أن النفقات الحكومية في مجال الوجبات واللوازم المدرسية واللباس لفائدة التلاميذ والطلبة البالغ عددهم 983ر1 مليون بلغت خلال السنة الدراسية الحالية 292 مليون دولار، مضيفة أن 919 مدرسة تضم 10 آلاف فصل مدرسي سيتم افتتاحها قبل شهر غشت المقبل. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الحرب على المخدرات خلفت 403 حالة وفاة في صفوف العناصر العسكرية حيث تعتبر الاعتداءات والحوادث من بين الأسباب الرئيسية للوفاة، مشيرة إلى أن مكافحة الجريمة المنظمة أتاح للقوات العسكرية التمتع بأجر أفضل، ولكن أيضا مواجهة مخاطر أكبر. وأضافت الصحيفة أن راتب أدنى عضو في الجيش المكسيكي انتقل من 4 آلاف و474 بيزو في 2006 إلى 10 آلاف بيزو في عام 2013 ، أي أنه في سبع سنوات ارتفعت الأجور بنسبة 124 بالمئة، كما ازدادت في الفترة ذاتها رواتب باقي عناصر الجيش من ذوي الرواتب العليا. أما صحيفة (إكسيلسيور)، فكتبت أن منطقة أمريكا الشمالية ستصبح الفضاء المؤثر في العالم في قطاع الطاقة، من خلال حجم الاحتياطيات والإنتاج التي تتوفر عليها المكسيكوالولاياتالمتحدةوكندا، وذلك وفقا لتحليل مختصين في هذا المجال. ونقلت الصحيفة، في هذا الصدد، عن ميريام غرونستين، الباحثة في مركز الاستقصاءات والبحوث الاقتصادية بالمكسيك، قولها إن الاندماج التجاري للدول الثلاث في مجال الطاقة بلغ مستوى جيدا، وهو ما يعود بالنفع على المنطقة جمعاء.