تمكنت الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بالقيادة الجهوية لورزازات، بتعليمات من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، من نقل مسن في عقده السابع إلى مصلحة الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى سيدي حساين بناصر لتلقي العلاجات الضرورية، بعد أكثر من 20 سنة على احتجازه من قبل العائلة في منزله. وكشفت معلومات وفرتها مصادر مطلعة لهسبريس أن المسن كان محتجزا داخل منزله بشكل غير قانوني من قبل أفراد عائلته، بدوار تغزوت بجماعة أمرزكان، التابعة لإقليم ورزازات، مشيرة إلى أن المعني بالأمر عثر عليه مقيدا بالسلاسل الحديدية طوال هذه السنوات ال20. وكشف المصادر ذاتها أنه وفقا للتحقيقات الأولية، فإن الضحية تم احتجازه بحجة أنه مصاب باضطرابات نفسية خطيرة وكان يهاجم أفراد العائلة والمواطنين، وذلك في وقت تشير فيه المعلومات إلى غياب أي سجل طبي يؤكد أنه مضطرب نفسيا، مما يجعل احتجازه غير قانوني وحرمانه من حريته الأساسية وتعريضه لظروف إنسانية قاسية لعقدين من الزمن. وتم نقل الرجل المسن إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية الضرورية بعد تحريره من مكان تواجده لعقود من الزمن، فيما أثارت هذه الواقعة موجة من الغضب والصدمة وسط الرأي العام بإقليم ورزازات، بينما أعطت النيابة العامة المختصة تعليماتها للضابطة القضائية من أجل تعميق البحث في القضية والوصول إلى الحقيقة بهدف اتخاذ الإجراء القانوني المناسب. عبد العالي أمغار، فاعل حقوقي بمدينة ورزازات، قال إن هذه القضية تثير العديد من التساؤلات المقلقة حول انتهاكات حقوق الإنسان والممارسات غير الأخلاقية التي قد تحدث في المجتمع، موضحا أن احتجاز مسن لمدة تزيد عن 20 عاما دون أي سند قانوني أو طبي، يعد انتهاكا صارخا للحقوق الأساسية للمعني بالأمر. وأضاف أمغار، في تصريح لهسبريس، أن ما يثير القلق بشكل خاص، هو أن مثل هذا الاحتجاز غير القانوني يتم بحجة "اضطرابات نفسية"، دون أي تشخيص طبي موثق، لافتا إلى أن هذا النوع من الممارسات يعكس غياب الرقابة والمساءلة، مما يفتح الباب أمام انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ترتكب من قبل الأفراد ضد الأصول. وحسب المعلومات التي حصلت عليها هسبريس من مصادر جد مطلعة، فإن العائلة صرحت أمام الضابطة القضائية والسلطات المحلية بأنها قامت بحبس المعني بالأمر في المنزل لأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية وكان يشكل خطرا على أفراد العائلة وعلى المواطنين، ونفت في المقابل احتجازه، لكنها أقرت بأنها قامت بتكبيله وحبسه في المنزل لتفادي أي أذى يصدر منه.