شهدت القنصلية العامّة الإسبانية بالناظور تفعيل وقفة صامتة أمام بوابتها احتجاجا على رفض المصلحة الإدارية لطلبات راغبين في الالتحاق بأزواجهم ضمن إطار التجمع العائلي، معتبرين ذلك "تعسّفا غير مؤسس يمارس عليهم من طرف مسؤولي القنصلية أمام صمت السلطات المغربية". الغاضبون المتكتلون في ما أسموها "التنسيقية الجهوية لطالبي التجمع العائلي بإسبانيا"، رفعوا لافتات معبرة عن استيائهم من استمرار رفض القنصلية لمنحهم تأشيرات الالتحاق بزوجاتهم في اسبانيا، معتبرين ذلك "عنصرية وعرقلة لممارسة حياتهم العادية يجب وقفها عبر تدخل وزير الشؤون الخارجية والتعاون ووزير الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة". محمد بوكرونة، المقيم بمدينة خيرونا في منطقة كطالونيا، منذ شهور وهو يقصد قنصلية اسبانيا بالناظور من أجل الحصول على تأشيرة لزوجته حتى تتمكن من العيش معه لكن طلبها قوبل بالرفض تحت ذريعة عدم عيش الزوجة معه و باعتبار أن الزواج أبيض غرضه ربح مادي فقط. محمد المنتمي لذات التنسيقية اللاّمة لأزيد من 15 شابا يتقاسمون نفس الإشكال و المنتمين لمدن الجهة الشرقية، يعتبر أن تدخل الجهات المغربية الوصية أصبح ضروريا باعتبار المشكل أصبح يشكل عائقا حقيقيا أمام ممارسة حياتهم الطبيعية و الإستقرار كجالية مغربية، مشددا على أن تبريرات القنصلية بكون الزواج أبيض غير صحيحة وقال لهسبريس " كلفتني الوثائق أزيد من 1300 أورو ناهيك عن مصاريف أخرى، و الحديث عن زواج أبيض كلام خاطئ لأننا لسنا مزورين ووثائقنا الصادرة عن الإدارة المغربية صحيحة، لا أريد منهم غير منحي التأشيرة لزوجتي لينتهي مسلسل العذاب هذا". نفس الإستغراب من تبريرات الرفض يتقاسمها خاتير زايري مع محمد ، ويقول لهسبريس " تبريرات المصالح القنصلية الإسبانية بالناظور للرفض على أساس شكهم أن الزواج أبيض غير مقبولة، هل يقبل أن يصدر حكم بالشك؟ لقد قدمنا كل الوثائق المطلوبة و منها قبول العمالة التي نقطن فيها بإسبانيا، لكن القنصل الإسباني يعتبر ذلك غير كاف" و أضاف " نطالب منهم بالتنسيق مع السلطات المغربية وفي حالة اكتشاف أننا قدمنا وثائق مزورة أو معطيات كاذبة فلهم الحق في الحكم علينا بما يشاؤون، نحن نعاني الأمرين من جراء هذا الرفض الغير مؤسس". " هناك من يبررون له الرفض بكون الزوجة تكبره سنا، أو أنها مطلقة، أو لا ترسل له المال أو هو لا يرسل لها المال، و معنا في التنسيقية شاب رفض له طلب التجمع العائلي مع أنه متزوج من ربة عمل هناك، و أخر له ثلاث أبناء و يطالبونه بتبيان العلاقة الحميمية التي تجمعه و الزوجة، هل هناك تبرير للحميمية أكثر من الأبناء" يقول عبد اللطيف المرابطي و يضيف " القنصل الجديد الذي عين في شهر يوليوز المنصرم يقول للجميع أنه بتشدده في منح التأشيرات يحمي بلده، هو يحمي بلده و أسرنا تتعرض للتشتت هذا عيب و حرام". و أكد المرابطي أن نفي القنصل في تصريح صحفي مطالبته لطالبي اللجوء بصور للعرس أمر غير صحيح، وقال "معنا في التنسيقية من طلب منهم إثبات صحة الزواج عبر تقديم صور العرس رغم أن الأمر يدخل في إطار الحياة الخاصة التي يكفل احترامها القانون الدولي." و يختم بالقول " سنتمر في الاحتجاج لغاية منح زوجاتنا التأشيرة للحاق بنا و نتمنى أن تتحرك الجهات الوصية المغربية عبر قنواتها الديبلوماسية لحل مشكلتنا التي تهددنا و تهدد أبناءنا بالضياع".