قام محمد امهيدية، والي جهة الدارالبيضاء-سطات، بزيارة ميدانية إلى غابة بوسكورة، مرافقا بعبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، وعاملي إقليمي مديونة والنواصر، وفاعلين في المجال البيئي، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة. وتفقد الوالي وضعية الغابة على ضوء التعليمات التي وجهها قبل أشهر للمسؤولين الترابيين، تحديدا عبد الله شاطر، عامل إقليم النواصر، للعمل على مشروع ونظام تدبيري مستدامين للفضاء الغابوي المذكور، حيث عمد المسؤول الترابي إلى تنزيل هذه التعليمات من خلال مبادرة مدنية، في شكل جمعية خاصة ستعنى بتنفيذ المشروع المشار إليه. وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أنه خلال الزيارة الجديدة إلى غابة بوسكورة، وجه والي جهة الدارالبيضاء-سطات تعليمات حازمة بشأن وضع برنامج عمل دقيق، يتضمن أفكارا وحلولا مبدعة ترمي إلى استدامة الغابة، منبها في الآن نفسه مرافقيه إلى جميع المشاكل المرتبطة بالمحافظة على استدامة الفضاء الغابوي، وحمايته ضد خطر الحرائق والإتلاف والممارسات غير البيئية، خصوصا التخلص من النفايات الخطيرة والسامة، وقطع الأشجار والترامي على المساحات الخضراء لأغراض سكنية وتجارية. وأفادت المصادر ذاتها بأن الوالي امهيدية أمهل المسؤولين الحاضرين خلال زيارته إلى غابة بوسكورة حتى آخر يونيو للانتهاء من إعداد برنامج العمل الخاص بالمحافظة على استدامة الغابة، وكل التفاصيل الاجرائية والدراسات المقارنة وخارطة الشركاء المرتبطة به، لغاية الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، في أفق تحصين هذا الفضاء الغابوي المهم في العاصمة الاقتصادية، وحمايته ضد المخاطر التي تهدده، خصوصا أن منطقة بوسكورة شهدت زحفا عمرانيا مهما خلال السنوات الأخيرة، وتحولت إلى فضاء للأعمال واللوجستيك، بسبب تركز عدد كبير من منصات التخزين والمستودعات بها. وفي السياق ذاته، شكلت زيارة والي الجهة والمسؤولين الترابيين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، المنظم هذه السنة تحت شعار "أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا"، فرصة لتحسيس عموم المواطنين، خصوصا الأجيال الصاعدة، بقضايا البيئة والمخاطر التي تهدد مكوناتها، وكذا بأهمية الحفاظ على المجال البيئي لغابة بوسكورة، التي تمثل "رئة الدارالبيضاء" الممتدة على مساحة ثلاثة آلاف هكتار، وتشكل في الآن نفسه عنصرا إيكولوجيا من الدرجة الأولى بالجهة، وقبلة متميزة للزوار وعشاق رياضة المشي. ومثلت الزيارة فرصة أيضا للتأكيد على إطلاق مشاورات حول التعبئة المستدامة مستقبلا، من أجل حماية وتعزيز هذا التراث البيئي المشترك، وتطوير مشروع مستدام وشامل حول الغابة، ودعم التدبير المستدام للفضاء بما يضمن التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وحماية التنوع البيولوجي، ومكنت كذلك من القيام بحملات تحسيسية لفائدة الوافدين على الفضاء والتلاميذ والطلبة، الذي يعتبرون المنبع الأساسي للتربية البيئية عبر ورشات للرسم وأخرى تطبيقية تهم الفضاء الغابوي وكيفية المحافظة عليه. وبهذا الخصوص، نظمت ورشات للرسم حول مواضيع همت المحافظة على البيئة وحمايتها، كما قدمت شروح حول مشروع المدرسة الإيكولوجية "الزاوية" الهادف إلى ترسيخ السلوك الإيجابي لدى المتعلم، وإعداد مواطن صالح قادر على تحقيق مواطنة بيئية وتنمية مستدامة.