تمر دينامية تعزيز وتوطيد متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، التي دشنتها زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات (في دجنبر 2023)، إلى سرعة قصوى مع "توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباطسلاالقنيطرة وغرفة دبي العالمية، تروم محاورها تعزيزَ المبادلات التجارية البينية". توقيع هذه الاتفاقية يأتي بهدف واضحٍ، حسب ما أعلنه الطرفان في تصريحات لهسبريس، هو "خلق فرص للشراكة والاستثمار بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الإماراتيين، وفتحُ آفاق أرحب للتعاون التجاري الثنائي"، خاصة تحت إشراف الغرف المهنية لإمارة دبي وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الرباط. وتمت فعالية التوقيع، حسب ما عاينته جريدة هسبريس، بالمقر المركزي للغرفة بالرباط، وذلك بعد استقبال حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباطسلاالقنيطرة، زوال الأربعاء 05 يونيو 2024، وفداً إماراتيا ترأسَه محمد علي لوتاه، مدير عام "غرف دبي"، مرفوقا بحسن الهاشمي، نائب رئيس العلاقات الدولية، وعبد الله باقر، المدير الجهوي لمنطقة الشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة، وعمران البكري، مدير أول البروتوكول والخدمات اللوجستية، إضافة إلى عائشة المزروعي، مديرة فعاليات الترويج، ومحمد مزاحم، مدير العلاقات العامة والاتصال. ولم يغِب عن فعاليات اللقاء ومراسيم توقيع مذكرة التفاهم الثنائية بين غرفتيْ الرباطودبي ممثلون عن سفارة الإمارات العربية المتحدةبالرباط، في شخص ثاني سالم الرميثي القائم بالأعمال بالإنابة بالسفارة ووائل أوسفار، اللذين شهدا على لحظة تؤرخ لضخ دماء متجددة في عروق العلاقات التاريخية بين الرباط وأبوظبي. "علاقات ثنائية مثمرة" حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الرباط، لم يُخف سعادته بتطور زخم العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة، بالتعاون الإستراتيجي والشراكة المثمرة بين البلدين والإرادة القوية المشتركة لتقوية العلاقات وتطويرها. "لا بد من الوقوف عند الطابع الإستراتيجي ذي الأبعاد المتعددة الذي تتسم به العلاقات المغربية الإماراتية، فيما تشكل الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين والتضامن الفاعل الأساس المتين الذي ترتكز عليه هذه الروابط، وشهدت تطورا استثنائيا سنة 2023 بانتقالها إلى السرعة القصوى على مستوى ترسيخ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية التي طبعتها ثقة تامة وانسجام كامل في الرؤى حول فرص وإمكانات التكامل والتعاون العملي بين البلدين، بفضل أواصر الأخوة الحقة والمحبة الصادقة بين قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان"، يورد صاخي. ولم يفت المتحدث التذكير بأن "الإمارات أول دولة مانحة ومستثمِرة بالمملكة المغربية على صعيد الدول العربية بأكثر من 20 مليار دولار، مع حضور مهم ل30 شركة حكومية وخاصة إماراتية في المغرب، إذ إنها أول مستثمر أجنبي في بورصة الدارالبيضاء". كما لفت رئيس الغرفة إلى أن "صفة التجديد التي تحمِلها الشراكة المغربية–الإماراتية تشكل تحوُّلاً نوعيا ومنعطفاً كبيرا في مسار العلاقات بين البلدين"، مسجلا أنها "تتضح بجلاء في ثمار مذكرات التفاهم إقليميا وقارياً وعلى الفضاء الأطلسي". وأعلن صاخي، متحدثاً بحضور القائم بالأعمال في السفارة الإماراتيةبالرباط ومسؤولين مرافقين لمدير عام "غُرف دبي": "اجتماعنا، اليوم، يكرس الرغبة المشتركة في تعزيز الاستثمارات بين مجتمعَيْ الأعمال في كل من دبي والمغرب، بما يخدم مصلحة أعضاء الغرفتيْن ومنتسبيهما من تجاريين وحرفيين ومهنيين ومستثمرين ورواد أعمال". "نمو متواصل" من جهته اعتزّ محمد علي راشد لوتاه، مدير عام "غرف دبي"، بجودة العلاقات الاقتصادية بين دبي والمملكة المغربية التي "تشهد نمواً متواصلاً" بحسبه، مؤكدا أن "التعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة سيساهم في تعزيز التعاون الثنائي وتحفيز تطور الشراكات بين مجتمع الأعمال في دبي والمغرب في كافة القطاعات". وسجل مدير عام "غرف دبي" بإيجابية "تزامن كل هذا مع التمهيد لفرص جديدة واعدة بين رواد الأعمال ومستثمِري البلديْن، بما ينعكس إيجاباً على نمو حركة التبادل التجاري والاستثماري". هذا اللقاء تخلّلَه "تقديم عرض موجز" عن الغرفة وهيكلتها والمهام التي تضطلع بها على صعيد الجهة، كما تم استعراض المؤهلات الاقتصادية لجهة الرباط والامتيازات التي يمنحها ميثاق الاستثمار، وكذا القطاعات الواعدة التي تزخر بها الجهة، خاصة صناعة السيارات، الصناعات الغذائية، النسيج والألبسة، ترحيل الخدمات، الصناعة الصيدلانية وقطاعات السياحة... الاتفاقية الموقعة نصّت على "اتخاذ الخطوات اللازمة لإجراء تبادل دائم للخبرات وأفضل الممارسات والمعلومات في المجالات الاقتصادية متعلقة بالتجارة الخارجية، وفرص الاستثمار عروض التكوين المهني، والإنتاج والتصدير، وكذا دعم حركية زيارات رجال الأعمال وتنظيم المعارض والمؤتمرات في الإمارات والمغرب". وبموجب هذه الاتفاقية ستعمل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباطسلاالقنيطرة بمعية غرفة دبي العالمية على "تشجيع المشاريع المشتركة والشراكات المغربية والإماراتية في قطاعات اقتصادية وتجارية مختلفة".