أثار صانع محتوى إلكتروني مغربي يدعى "ع. ع"، ويشغل منصبا داخل إحدى أكاديميات تحفيظ القرآن الكريم، جدلا كبيرا في ماليزيا إثر قيامه بنشر مقطع فيديو عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يهم بقراءة آيات قرآنية أمام تمثال إله هندوسي في "كهوف باتو" بمدينة كوالالمبور، التي تعد من أقدس المزارات الهندوسية في العالم، وسط اتهامات وجهت له بالسخرية من عقيدة غير إسلامية، ومطالب بتوقيفه ومحاسبته ومنعه من الدخول مستقبلا إلى التراب الماليزي. ورغم قيام المعني بالأمر بنشر مقطع فيديو آخر يعتذر فيه عما بدر منه، مؤكدا أنه كان يعتقد أن مزار باتو هو موقع تاريخي وليس دينيا، وأنه كان يجهل أن التمثال الذي ظهر في المنشور الذي أثار الجدل يعود ل"إله هندوسي"، مشيرا إلى أنه "فعل أشياء مماثلة في أماكن أخرى دون أن يثير أي رد فعل عنيف من الجمهور"، إلا أن وسائل إعلام ماليزية نقلت عن ساشي كومار، رئيس الاتحاد الفيدرالي العالمي لحقوق الإنسان (GHRF) في هذا البلد الآسيوي قوله: "العذر الذي تقدم به المؤثر المغربي ضعيف وغير مقبول"، متسائلا: "هل كان ليُقبل هذا الاعتذار لو تم الإقدام على فعل كهذا أمام مسجد؟". وحسب المصادر ذاتها فإن كومار دعا السلطات الماليزية إلى منع دخول الأشخاص ومنشئي المحتوى الذين يتطرقون لقضايا العرق والدين إلى ماليزيا، معتبرا أن نية المؤثر المغربي في تلاوة آية قرآنية أمام معبد هندوسي كانت "واضحة"، وهي "السخرية والاستهزاء من عقيدة غير إسلامية"، مسجلا أن المعني بالأمر "لم يظهر أي احترام لقوانين ماليزيا وشعبها ومجتمعها متعدد الأعراق". ولفت رئيس الاتحاد الفيدرالي العالمي لحقوق الإنسان الانتباه إلى "قيام سنغافورة بحظر دخول كل من الواعظ الزيمبابوي إسماعيل مينك، والداعية الأمريكي المسلم يوسف إستس، وكذا رجل الدين الماليزي أوستاز هاسيلين بهاريم، بسبب دعواتهم المثيرة للانقسام"، معتبرا أن الحكومة الماليزية يجب أن تسير هي الأخرى في هذا الاتجاه في التعامل مع مثل هذه الحالات، ومشيرا في الوقت ذاته إلى وضع مجموعة من الشكايات لدى الشرطة الماليزية ضد صانع المحتوى المغربي، فيما سيتم وضع شكايات أخرى في قادم الأيام. وأوردت تقارير إعلامية أن الشرطة الماليزية فتحت تحقيقا في الموضوع، فيما اعتبر الحقوقي الماليزي ذاته أن "الحكومة إذا كانت جادة بالفعل في مكافحة القضايا والجرائم المهينة للأعراق والأديان فيجب عليها، في شخص وزارة الداخلية، حظر دخول هذا المؤثر إلى التراب الوطني حتى يكون عبرة للآخرين"، داعيا إلى "التحرك بسرعة ضد هذا المؤثر"، ومعتبرا أن "الشرطة إذا أرادت يمكنها إلقاء القبض عليه فورا، دون الحاجة إلى انتظار استكمال التحقيق، مثلما فعلت من قبل مع أشخاص أهانوا الدين الإسلامي"؛ كما دعا وزارة السياحة إلى إصدار بلاغ إدانة لهذا التصرف. من جهته أكد تانغا غانيسام، رئيس منظمة "ماليزيا هندو سانجام"، وهي منظمة هندوسية معتمدة من طرف الحكومة، في تصريحات إعلامية، تقديم شكاية في الموضوع إلى السلطات من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات الصارمة اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، مسجلا أن "المؤثر المغربي تعمد تلاوة آيات قرآنية معينة مرتبطة بعبادة الأصنام أمام تمثال اللورد موروجا في كهوف باتو".