شهدت جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، مواجهة ساخنة بين رئيس الجلسة إدريس اشطيبي وفرق الأغلبية، بسبب وصف الأول غياب الوزراء للرد على أسئلة النواب بأنه "مبالغ فيه"، ما أدى إلى رفع أشغال الجلسة. وأعلن اشطيبي في افتتاح الجلسة أن الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، سينوب عن وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، وعن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، وعن الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، وذلك في إطار التضامن الحكومي، وقال: "أعتقد أن هذا التضامن مبالغ فيه". وأثار تعليق رئيس الجلسة موجة من الغضب في صفوف نواب الأغلبية، قبل أن يرد عليهم: "أنا أتعجب، إذا لم تكن لدى النواب فكرة الدفاع عن المؤسسة التشريعية"، ومضى مهاجما نواب الأغلبية حيث وصفهم ب"مقاطعة حكومية عشوائية نبتت تحت هذه القبة". وزاد اشطيبي: "أنتم تقتلون وتخنقون المؤسسة التشريعية وتتغولون على المؤسسة التشريعية"، مؤكدا أنه لن يرضخ لضغوطهم: "لن أسمح لأحد أن يخرق القانون. أنتم تخربون المؤسسة التشريعية، وأنتم مقاطعة حكومية سيروا للحكومة"، قبل أن يعلن رفع الجلسة. ورد محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، على رئيس الجلسة، معتبرا كلامه "حكم قيمة"، وقال في إطار نقطة نظام: "مع كامل الاحترام للرئاسة، غير أن [مبالغ فيه] حكم قيمة كنا نتمنى أن تتجردوا منه". وأضاف: "نتفهم أن يعاني البعض من شيء من الكسل في إنتاج القضايا، ولكن ليس استغلال الدستور كل مرة من أجل الاعتداء على الدستور، لأن قضية غياب الدستور هي قضية وهمية لسير وتسيير أشغال الحكومة، كل وزير يتعذر عليه الحضور يمكن أن ينوب عنه زميل له في إطار التضامن الحكومي". من جهته، قال عمر احجيرة، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، مخاطبا اشطيبي: "أنت رئيسنا جميعا؛ رئيس كل هؤلاء، وينبغي أن يتسع صدركم للاستماع لجميع الآراء"، وأضاف: "دأبت الحكومات المتعاقبة على أن ينوب أحد الوزراء عن إخوانه الوزراء وأخواته، وهذا ما دأبنا عليه، وأتمنى أن نستمر في الجلسة". من جهتها، هاجمت فرق المعارضة وزراء الحكومة بسبب الغياب، معتبرة أن "هذا الأمر يتكرر وفيه قلة احترام للمؤسسة التشريعية من طرف المؤسسة التنفيذية"، بتعبير إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، الذي وصف نيابة بايتاس عن الوزراء بأنها "نيابة بالجملة غير مقبولة، والعمل بهذا يكون فقط إذا اقتضت الضرورة الغياب". أما عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية، فاستغرب انبراء عدد من النواب للدفاع عن الحكومة، وقال: "لا أعرف لماذا المؤسسة التشريعية والنواب يضعون أنفسهم في الدفاع عن غياب وزراء الحكومة"، موضحا أن الجزولي حضر في 4 جلسات فقط، وإذا كانت "عنده حالات سفر كثيرة لجلب الاستثمار، فليشتغل مستشارا عند رئيس الحكومة ويترك الوزارة". واعتبر شهيد أن هذا الغياب فيه "احتقار للمؤسسة التشريعية"، مؤكدا أن الحكومة عليها "تحمل مسؤوليتها لإعادة الاعتبار للمؤسسة التشريعية"، وفق تعبيره.