أطلقت "جمعية التحدي للمساواة والمواطنة" مشروعا مدنيا يروم تعزيز أمن النساء، خصوصا اللواتي يشتغلن كبائعات في الفضاءات العامة. وجرى، الخميس، في لقاء صحافي بالدارالبيضاء، الكشف عن هذا المشروع الذي اختير له شعار "الدارالبيضاء مدينة آمنة.. من العنف الممارس على النساء النشيطات / البائعات في الفضاءات العامة"، كخطوة تهدف إلى "الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة وتأهيل المدن لتصبح مدنا آمنة خالية من العنف في الفضاءات العامة". وأكد المهدي ليمينة، منسق المشروع في الجمعية سالفة الذكر، خلال كلمته في هذا اللقاء، أن "النساء ما زلن يعانين من الاعتداءات في الفضاءات والأماكن العامة"، موردا في هذا السياق إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط التي أشارت إلى أن 12.6 في المائة من النساء تعرضن للاعتداء في الأماكن العامة خلال ال12 شهرا الأخيرة التي سبقت البحث المنجز سنة 2019. ولفت ليمينة إلى أن هذا المشروع يستهدف مقاطعتي المعاريف والحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، باعتبارهما من المقاطعات الآهلة بالسكان وتعرفان وجودا كبيرا للنساء البائعات في الفضاءات العامة. وسجل الناشط الجمعوي نفسه، في الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء الذي حضره منتخبون بمجلس جماعة الدارالبيضاء، أن الجماعات الترابية "تعتبر جهات فاعلة مؤسساتيا، وتلعب دورا محليا قادرا على إقامة شراكات فعالة مع مختلف المعنيين للحد من هذه الظاهرة". وشدد المتحدث ذاته على أن العمل التشاركي مع مقاطعات العاصمة الاقتصادية للمملكة يأتي للتأكيد على "أهمية المقاربة الوقائية؛ من خلال دعم الشعور بالأمن والأمان واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين تخطيط الحيز الحضري لولوج النساء إلى المرافق في ظروف جيدة، لا سيما بالنسبة للفئة الأكثر عرضة للعنف وانتهاك حقوقها منهن". من جهته، أكد يوسف الرخيص، رئيس مقاطعة الحي المحمدي، على ضرورة التفكير في خلق فضاءات تليق بالنساء الباحثات عن فرص شغل في الأماكن العمومية. وأوضح الرخيص، في مداخلته، أن الفاعلين السياسيين يستوجب عليهم العمل على إعداد فضاءات خاصة بهذه الفئة لتمكينها من العمل في وضع آمن دون عنف أو تحرش أو اعتداءات. وشدد رئيس مقاطعة الحي المحمدي على أن "الأسواق النموذجية لم تنجح في الحي المحمدي بالشكل المطلوب، واليوم نحن نبحث عن المكان الذي تشتغل فيهن النساء بكرامة". ودعا المتحدث نفسه إلى تعزيز دور التعاونيات النسائية وتشجيع خلقها بغاية تمكين هذه الشريحة من مورد رزق لإعالة أسرهن، وكذا الحد من المضايقات التي تطال النساء في بعض المناطق وتشعرهن بعدم الأمان.