قامت السلطات الروسية بطرد طلبة مغاربة بعدما اتهمتهم بانتهاك قانون الهجرة الفيدرالي، وذلك عقب ضبهم يستمعون إلى الموسيقى بصوت عال في مدينة "أستراخان" تزامنا مع يوم الحداد الوطني على ضحايا هجوم موسكو الإرهابي الأخير الذي أودى بحياة أكثر من 140 شخصا وتبناه تنظيم "داعش"، حسب ما أفادت به وسائل إعلام روسية. وقالت المصادر ذاتها إن المطرودين كانوا على متن سيارة متوقفة على الرصيف بالقرب من المباني السكنية والمحلات التجارية بمدينة أستراخان يستمعون إلى الموسيقى بصوت عال يوم 24 مارس الماضي، الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين يوما للحداد الوطني على ضحايا الهجوم الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من العاصمة موسكو. وأوضحت وسائل الإعلام ذاتها أن المعنيين بالأمر استهزؤوا بتصريحات المارة الذين طلبوا منهم إيقاف الموسيقى، وهو ما دفع بعض السكان المحليين إلى الاتصال بالشرطة التي حلت بعين المكان وأوقفتهم، ليتبين أنهم طلبة مغاربة جاؤوا لمتابعة دراستهم في روسيا، مسجلة أن بعض شهود العيان قاموا بتصوير الواقعة ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات والاستياء في صفوف العديد من المواطنين الروس. ومثُل المغاربة الموقوفون أمام القضاء الروسي الذي وجه إليهم تهمة انتهاك التشريعات المنظمة للهجرة والإقامة فوق الأراضي الروسية، قبل أن يتم الحكم عليهم بغرامات مالية تراوحت بين ألفين وخمسة آلاف روبل مع طردهم من البلاد. وقد تم وضعهم في مركز الاحتجاز المؤقت التابع لوزارة الشؤون الداخلية الروسية في منطقة أستراخان، وبعد الانتهاء من جميع الإجراءات المعمول بها في هذا الصدد، تم ترحليهم انطلاقا من نقطة التفتيش الحدودية في مطار دوموديدوفو الدولي. جدير بالذكر أن خمسة مسلحين شنوا ليل 22 من مارس الماضي هجوما داميا على قاعة "كروكوس سيتي" للحفلات في ضاحية كراسنوغورسك شمال غربي العاصمة الروسية موسكو بالقرب من الكرملين، تزامنا مع استعداد إحدى الفرق الشعبية لإحياء حفل موسيقي، وهو ما أسفر عن أكثر من 140 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق أرقام السلطات في روسيا. وقد تبنى فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، الذي يطلق عليه "داعش خراسان"، هذا الهجوم، الذي أدانته مجموعة من الدول، على رأسها المغرب الذي أعرب في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن تضامنه مع موسكو في مواجهتها للإرهاب.